انتبه اذا ظهرت هذه العلامات جسمك يحتاج ل فيتامين c
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
ومن ثم فهذه النظرة التي خلصتِ إليها ليست صوابًا، ولا هي مقصود شريعة الله تعالى من وراء هذه النصوص التي ذكرتها، فقد أمر الله تعالى الرجل بأداء الحقوق لزوجته، كما أمر المرأة بأداء الحقوق لزوجها، وهو سبحانه وتعالى أعلم بمن خلق، كما قال: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ولعلمه سبحانه وتعالى بالمرأة، وما جبلها عليه من الخصائص، فقد علم الله تعالى ضعفها وعدم قدرتها على مزاولة الأعمال التي يقدر الرجل على مزاولتها، كما أن الرجل علم الله تعالى أنه لا يقدر على أعمال لا تزاولها إلا المرأة، ومن ثم وزّع سبحانه وتعالى بينهما الوظائف تبعًا للخصائص، فكلّف الرجل بأعمال، وكلَّف المرأة بأعمال، وبأداء كل واحدٍ منهما لأعماله تستقيم الحياة.
فكان من رفق الله تعالى بالمرأة ومن حسن تشريعه أن أمر الزوج بالسعي في الأرض وطلب الرزق، ولم يكلف المرأة بذلك، بل جعل لها حق النفقة واجبًا على زوجها إن كانت مزوّجة، واجبًا على ولدها إن كانت أُمًّا، وواجبًا على والدها إن كانت بنتًا، فهي مكفولة في جميع حالتها، لعلم الله عز وجل بضعفها، وعدم قدرتها على كسب الرزق في جميع الحالات.
نعم قد تستطيع أداء بعض الوظائف اللائقة بها، أو قد تزاول بعض المهام التي تستطيعها، وفي هذه الحالة لا يمنعها الشارع الحكيم من العمل إذا كان ذلك موافقًا لفطرتها، حافظًا لها من أن يُعتدى عليها، أو يُفتتن بها.
وإذا كانت المرأة بهذه المثابة فإن الشارع الحكيم قد رفق بها غاية الرفق، حين أمر الزوج بأن يتولى أمر الإنفاق عليها، وتبقى هي مصونة محفوظة في بيتها، وإذا فعلت ذلك ووجب لها حق النفقة فإنها لابد وأن تطالب بواجبات من جnس آخر، فأوجب عليها طاعة زوجها في البيت، وحفظ أبنائها وبناتها.
فهذه وظائف يكمل بعضها بعضًا، ويؤدي كل جنسٍ القدر الذي يقدر عليه بحكمة الله تعالى البالغة، فكيف يُقال بعد هذا بأن المرأة لا وظيفة لها ولا غاية من خلقها إلا النكاح كما ذكرت.
فالنكاح مما تحتاجه المرأة ويحتاجه الرجل، ولكن الله عز وجل وزّع الوظائف بينهما بحسب قُدراتها، وهي تستمتع بالرجل كما يستمع الرجل بها، ولكن أوجب الله عز وجل لها النفقة والكسوة والسكنى على الرجل لقدرته على الكسب، وأوجب عليها هي الطاعة لزوجها، والمكوث في البيت؛ لأن ذلك يلائمها، وتقدر عليه، فلا مشقة عليها في ذلك ولا حرج.
وبالجملة فلا يتسع الحديث عن تكريم الله تعالى للمرأة في تشريعاته المطهرة، ويكفي أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
نسأل الله تعالى أن يُبصرك بالحق، وأن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك