علامات الحسد ومشاكله وكيفية علاجه
علاج حسد الأقارب، ويتم ذلك من خلال اللجوء إلى الله تعالى والاحتماء بجنابه، وذلك بأن يقرأ المحسود أو يقرأ عليه الفاتحة والمعوذتين، وآية الكرسي، والذكر بصفة عامة، كما يمكن أن يقول "اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، فالحسد من الأمراض العظيمة للقلوب، ومداواتها يحتاج إلى العلم والعمل، ولا يجوز للمسلم أن يسيئ الظن بأخوته، ويتهمهم بأنهم حسدوه، بل يجب أن يكثر من الذكر حتى يكون في حصن حصين من ذلك، إذا عرفت أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، رددت الأمر لله، ولم تغضب إلا لله، ولم تفعل إلا لله، ولم ترضَ إلا لله.
علاج حسد الأقارب، ليس معنى «لا حول ولا قوة إلا بالله» أننا نعتزل الحياة الدنيا، وأن نترك الأسباب التي أمرنا اللهُ سبحانه وتعالى أن نقوم فيها، ولكن معنى «لا حول ولا قوة إلا بالله» أن ترى اللهَ في كل شيء؛ خلقًا، وفعلًا، ومواقف، مشيرًا إلى أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أرشدنا إلى أن هذه الكلمات الخمس من كنوز الجنة، ومن الأذكار الجامعة لمعاني التوحيد وتكثر على ألسنة الذاكرين قولهم: «لا حول ولا قوة إلا بالله»، منوهًا بأنها تعني أنه لا توجد قوة مؤثرة في هذا الكون، ومحركة لكل محرك، ومسكنة لكل ساكن إلا قوة الإله الحق سبحانه وتعالى، وكأن المسلم فيها يعلن قول لا إله إلا الله، ويعترف لربه أنه لا يحول بينه وبين كل ضار، ولا يمنع بينه وبين كل سوء إلا الله، ولا يقويه على كل خير، وعلى كل نفع إلا الله سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى برحمته يحول ويمنع بين الشرور والكوارث، وبرحمته سبحانه يقويه على كل نفع وكل خير ينفع به نفسه وأرضه والناس أجمعين.
علاج حسد الأقارب، هذه الكلمة لما فيها من حقائق عالية ومعان غالية كانت كنزًا من كنوز الجنة، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن قيس: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً هِىَ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ » [أخرجه البخاري]، فنجد سيدنا ابن عطاء الله السكندري بنى «الْحِكَم العطائية» وهى 213 حكمة كلها تدور حول شرح جانب من جوانب معنى أنه «لا حول ولا قوة إلا بالله».
الفرق بين الحسد والعين، ورد فيه أنه يقصد بالعين هو إعجاب شديد بالنعم عن طريق النظر إليها يمقت فيها النعم ويفتك بها، وكلما أشتدت النظرة سوءًا كان الضرر أشد وأوقع على صاحبها ولو كان هو نفسه أو ماله أو ولده حيث أنها شئ ينبع من ذاته، كما يُسمى الشخص الذي يبلي غيره بالعين ” معيان ” أو بصفة المبالغة ” عائن ” والشخص الذي يُبتلى بالعين ” مَعِين ”.
الفرق بين الحسد والعين، وجاء أنه يعتبر الحسد أشمل وأعم من العين، حيث أن العين نوع من أنواع الحسد وليس العكس، كما ذُكرت العين في القرآن الكريم بمعنى الحسد في قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ