الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

ما هو كحل الاثمد الذي وصى به سيدنا محمد

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

وصف كحل النبي صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على كمال زينته؛ فالمظهر الحسن والهيئة الجميلة من الدين، قال تعالى: ﴿ يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [الأعراف: 31]، وهو في ذلك لم يأت ببدع من الأمر؛ لأنه عربي يتبع عادات العرب في اللباس والزينة، ما دامت تتفق مع ما جاء به من عند الله سبحانه وتعالى.

ولقد كان الاكتحال من عادات العرب التي يحرصون عليها ومن مظاهر الجمال عندهم؛ لذا اكتحل النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بالاكتحال، وورد في سنته صلى الله عليه وسلم الحث على الاكتحال بنوع معين من الأحجار التي يكتحل منها؛ وهو الإثمد، وبيَّن فوائد الاكتحال، وكلها تدور حول تقوية البصر وتجليته، وإزالة الشوائب العالقة في العين، ودفع القذى والمواد الرديئة التي تسقط عليها من الرأس، ولا سيما إذا مُزِج بشيء من المسك، كما يقوي الأهداب، وهي طبقات شعر العين، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اكتحلوا بالإثمد؛ فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر". وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم له مكحلة يكتحل منها كل ليلة، ثلاثة في هذه وثلاثة في هذه[1]. وعند النسائي وابن حبان بلفظ: "إن من خير أكحالكم الإثمد؛ إنه يجلو البصر، وينبت الشعر"[2].

وعنه أيضًا قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتحل قبل أن ينام بالإثمد ثلاثًا في كل عين. وقال: "إن خير ما تداويتم به اللدود [اللدود: الشراب الذى يسقاه المريض فى أحد شقي فمه] والسعوط [السعوط: دواء يوضع فى الأنف] والحجامة والمشي. وخير ما اكتحلتم به الإثمد [الإثمد: حجر أسود يضرب إلى الحمرة] فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر"[3]. وروى الطبراني عن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالإثمد؛ فإنه مَنْبَتَة للشعر، مَذْهَبَة للقذى، مَصْفَاة للبصر"[4].

وروى الإمام أحمد برجال الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير أكحالكم الإثمد؛ ينبت الشعر، ويجلو البصر"[5].

كل هذه الأحاديث تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم اكتحل، وأمر بالاكتحال، وليس ذلك فحسب، بل عيَّن نوعًا محددًا من الأحجار التي يكتحل منها، وبيَّن فائدة الاكتحال منه، وهذا الحجر هو الإثمد، وهو حجر معروف أسود، يضرب إلى الحمرة، يكون في بلاد الحجاز، وأجوده ما يؤتى به من أصفهان، وأجوده السريع التفتت، الذي لِفُتَاته بصيص، وداخله أملس ليس فيه شيء من الأوساخ. قال ابن القيم في بيان فائدة الإثمد: الإثمد ينفع العين ويقويها، ويشد أعصابها، ويحفظ صحتها، وينقي أوساخها، وهو أجود أكحال العين لاسيما للمشايخ، والذين قد ضعفت أبصارهم إذا جعل معه شيء من المسك[6].

[1] رواه النسائي، وابن حبان في صحيحه، ورواه الترمذي، وقال: حديث حسن. وقال الألباني: صحيح دون قوله: وزعم

[2] رواه النسائي، وابن حبان.

[3] رواه الترمذي، وقال: حسن غريب.

[4] رواه الطبراني عن عليٍّ، وإسناده حسن. وقال الألباني: حسن صحيح.

[5] رواه أحمد.

[6] زاد المعاد، ابن القيم 4/ 283. وانظر: الطب من الكتاب والسنة لموفق الدين عبد اللطيف البغدادي.

 

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات