ماذا أعد الله للنساء في الجنة؟ للرجال الحور العين فماذا عن النساء؟
ماذا أعد الله للنساء في الجنة؟ للرجال الحور العين فماذا عن النساء؟
قال لي أحدهم وهو يطرح سؤاله من باب الاستفهام أو من باب المداعبة: إن الله تعالى وعد الرجال في الجنة بحور العين، فماذا للنساء؟ أليست العدالة تقتضي أن يتساوين مع الرجال في الحقوق؟
قلت له: إن المسألة تحتاج إلى شرح وتفصيل، فالله سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل، ولا اعتراض على ما قال، وهو منزه عن النقص والظلم، ومع ذلك فإن سؤالك لابد أن نجيب عنه.
وقبل أن نجيب عن سؤالك يرد سؤال شخص آخر وهو: كيف تقولون أنتم أيها العلماء بأن الزوجات لأزواجهن في الجنة، في حين أنكم تدعون للزوج عند دفنه بمثل هذا الدعاء: «الله أبدله دارًا خيرًا من داره، وزوجًا خيرًا من زوجه، أي زوجته طبعًا»؟
أقول: ورد في بعض الآثار أن نساء الدنيا عندما يكن في الجنة، يكن أجمل من حور العين بكثير، وذلك بفضل عبادتهن في الدنيا.
وقد يقال بأنهن أكثر أهل النار لأسباب ذكرت في الحديث الآخر أيضًا، لكني أقول كما قال القرطبي في تفسيره: يحتمل أن يكن أكثر أهل النار في البداية، لكنهن يخرجن من النار بسبب الشفاعة ورحمة الله عز وجل التي لا تبقي في النار من كان قد م١ت على قول لا إله إلا الله محمد رسول الله.
والمرأة حتى لو دخلت النار بسبب عملها، ثم خرجت منها إلى الجنة، فإن الله تعالى يعيد إليها شبابها وبكارتها، وتكون لزوجها، لأنه كما يقول ابن القيم: «محجور على كل واحد أن يقرب أهل غيره في الجنة».
وإنني أبشر النساء فأقول كما قال عليه الصلاة والسلام: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت».
وأقول في الإجابة عن هذا السؤال كما قال ابن عثيمين: «الزوجات للأزواج، لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة، فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة، وسكت عن الأزواج للنساء لا لأنهن ليس لهن أزواج بل لهن أزواج من بني آدم.
فالمرأة لا تخرج عن حالة من الحالات التالية:
- إما أن تموت قبل أن تتزوج.
- إما أن تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج بآخر.
- وإما أن تموت بعد زواجها.
- وإما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت.
- وإما أن يموت زوجها فتتزوج هي غيره بعده».
ثم يقول: «وكل حالة في الدنيا تقابلها حالة في الجنة»:
فالتي ماتت قبل أن تتزوج، يزوجها الله تعالى في الجنة من رجل من أهل الدنيا كما ورد في صحيح مسلم، وكذلك الحال مع المطلقة التي ماتت وهي مطلقة، ومثلها المرأة التي ماتت ولم يدخل زوجها الجنة.
والمرأة التي ماتت بعد زواجها هي لزوجها في الجنة، وكذلك التي م١ت زوجها وهي لم تتزوج من بعده فهي له، والتي م١ت عنها زوجها، وتزوجت بعده، فهي لآخر أزواجها، للحديث الوارد: «المرأة لآخر أزواجها» (رواه الألباني).
وفي حديث آخر: «قال حذيفة لامرأته: إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تتزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا» ولذلك حرم الله على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده، لأنهن أزواجه في الجنة.