رواية الانعكاس بقلم سلمى ناصر رائعه جدا
طلعي اللي جواكي وهي هتسمعك،
زي ما انا هيجي يوم وانتي بنفسك هتفضفضي وهكون لكِ كُلِ اذان صاغية.
_ايه يجبرني اعمل كِدا؟
شاور علي مرايا في الحيطة:
_ بُصي لأنعكاسك في المرايا، لو عرفتي نفسك وكُنتي راضية عنها، يبقي مش هنروح،
لو حسيتي انك غريبة، روحك محبوسة في مكان محتاجة تخرجيها بصورة جديدة مِش مشوهه انتي اللي هتعمليها بنفسك لما تروحيلها.
معِرفتش ارُد ازاي !؟ لما لاقتني بصيت للـ الانعاكس في المرايا، جاتني غِصة، كلامـُه صـح !
بـس لأ دا كان وقتها احساس أن لو وافقتُه هبقي ضعيفة، هسمح لحد يرشدني ويتحكم فيَّا تاني،كُنت معمية بفكر بشكل مش مظبوط زي اعصابي وقتها، حركت راسي بـ لأ وبصتلُه:
_ وانا مِش هروحلها ولا هعمل حاجة، غير لما تطلقني أنا مش قادرة استني الفترة اللي بتقول عليها، طلقن.ي دلوقتي.
شوفتُه ابتسم بـوجع، وحط ايُده في جيوبُه:
_ للـ درجة دي مش عايزاني؟
اكدتلُه بـ أيوة:
_ دا شرطي، أنا مش قابلـَك في حياتي، وعايزاك تُخرج منها.
سِكت شوية، وبص بعشوائية في المكان، حسيتُه بيفكر، بيدورها في عقلُه، تايه ! كُنت حاسة بضربات قلبِ سريعة، وان المكان بيولع من السخُونية وقتها، مستنية يخلصني، وفي نفس الوقت حاجة من بعيد اوي جوايا عاوزاه يُرفض ويتمسك بيَّا حتي لو هيحبسني تاني !!..
اتكلم اخيًرا بعد صـمّت، وكان كلامُه تقيل:
_ حاضر، هحققلك رغبتك وهط.ـلقك.
ابتسمتُله بسعادة، بغض النظر عن الانتفاضة اللي حسيتها مؤلمة، بس كمـل بنبرة جادة لا تُحمل نقاش:
_ بس طل.اقك هيكون اخر يوم علاجك.
عوجت شفايفي بـ استنكار:
_ هو انت كمان بتتشرط وبتتأمر؟
_ ولله دا شرطي الوحيـد عشان تخلصي مني زي ما انتي عايزة.
_ لأ بقا أنا عايزة اتطلق دلوقتي، والا مش هروح.
مـط شفايفُه بـ لامبالاه وهو علي نفس وقفتُه:
_ براحتـك مش هتأثر، بالعكس انتي اللي هتتأثري،
لأني وقـتها بقا، مش هحررك مني نهائي،
وهنسيّ قرارك، لأننا هنعمل الفرح بعد تأجيلُه في معادُه عادي جدًا، وهنتمم الجوازة يا زوجتي المـصونٌ، وهنعيش تحت سقف بيتنا، ومش هتعرفي توقفي حاجة.