رواية الانعكاس بقلم سلمى ناصر رائعه جدا
سابني وخرج وانا جريت علي مامـا اللي بقت تلوم نفسها انها قالت له، رجـع معاه ماكينة الحلاقة بتاعتُه، سئلتُه ماما بتوتر:
_هتِعمل ايه بـ ماكينة الحلاقة؟
_ هحلقلها شعرهـا اللي فرحانة بيه.
اتفزعت في حُض@ن مامـا وعيط@ت بصوت عالي وانا بتحايل عليه:
_ لالا يابابا، أنا بحب شعري
_ ودا درس اتعلميه، عشان تغضبي ربنا وتقلعي الطرحة بعد ما بقيتي مُحترمة واتحجبتي.
مامـا ردت عليه بعصبية:
_ مِش للـدرجة دي يا مُرتضي، واللي بتعمُله انت ميغضبش ربنا؟
تجاهلها وسحبني من حُض@نها وانا بص@رُخ بـ انهيار، وماما بتتحايل عليه، وتقوله يوقف العقاب دا أن شاءالله يضر@بني بالخرطوم زي كُل مرة بس ميحلقش شعري الطويل، عشان الجيران ميتكلموش !!
بس مسمعناش، وبدأ يحلقُه فعلًا، وقتها في حاجة اتكسرت جوايا، أنا مفهمتهاش، بس لما كبرت فهمتها واستوعبتها، مع كُل خُصلة كانت بتُقع من شعري !
كان جر@ح بيتفتح وي@نزف جوايا، وقلبي من الحُزن بقا بينغَص عليٌَا، أنا مبقتش حلوه زي البنات !
ماما بصتلي ودموعها علي خدها وهي بتملس علي رأسي اللي يعُتبر بقت شِبه "صلعه" !!
_ ليه كدا ! شعرها الجميل، الجيران يقولوا علينا ايه دلوقتي ؟!
رمي الماكينَة ووطي لمستوايا وبصلي وانا تقريبًا مش مستوعبة حاجة، ينصـَّح وبلُغة الشيوخ اللي بيستعين بيها كــسَتار علي افعالُه اللي بعيدة كُل البُعد عن المُتدين:
_ عايزك قبل ما تعملي اي حاجة غلط او حر@ام، تفتكري الموقف دا، ساعتها هتفكري الف مرة قبل ما تعمليها !
_ يا يثـربّ ؟ انتي مسَهـمة في ايـه؟
بصيت لـ "مريم" بجمود، وهي بتكلمني بقلق وبطبطب علي ايدي، صوتها فوقني اسوأ ذِكرة عدت عليَّا وانا طِفلة، وكانت السبب أن افتكرها، موبايلي اتهز في جيبي طلعتُه لقيت "دهـب" اللي بترن زقيت ايد "مريم" بعنُ@ف وانا داخلة الاوضة عشان ارُد علي "دهـب":
_ ابعدي ايدك عني، أنا مبحبكيش، مبحبش حـد فيكوا...... !!!!؟
يتبــــع...
_ قفلت باب الشقة ليه! وليه بتقرب عليَّا؟.
بـ ابتسامة خب.يثة وهو بيقرب مني:
_ كلمتك بالذوق منِفعش، يبقي ناخُدها عافية !!
_ معرفتنيش يعني أنك متجوزة ؟
قعدت علي السرير، وانا بكلم "دهب" في الموبايل:
_ عشان أنا مش معتِبرة نفسي متجوزة أصلًا، وقُريب اوي هطل.ق واخلص منُه.
_ برضو كان لازم تعرفيني، مش واخدة بالك أن دي تاني مُشكلة تحصل لما تتجمعي معانا؟ مرة ابوكِ ومرة جوزكِ.
_ متقوليش جوزك بس، وصدقيني مش هتِحصل اي مشاكل بعد كِدا، أنا هبعُده خالص عني.
_ ولله يا يثـربّ أنا كُنت مبسوطة انِك بقيتي معانا تاني، بس واضح أن مشاكلك لِسة مخلصِتش.
رفعت حاجبي:
_ بـمعنيُ يا دهب.
سِكتت شوية وبعدين اتكلمت بحرج:
_ أنا مش عاوزة مشاكل، أنا عاوزاكِ معانا لوحدك مِش أهلك كمان، فـ أنا رأيي حِلي مشاكلك وانا.. أنا موجودة في أي وقت، بس يعني عشان مسببلكيش دوشة وتسببيلنا احنا كمان.
جزيت علي سناني بغيظ، واتعصبت منها، يعني اي هي مِش عازواني معاهُم؟
ليه هي فاكرة نفسها مين؟ حسيت انها قللت مني فـ رديت عليها بعصبية :
_ احسـن برضو وانا مش عاوزة اعرفكوا تاني أصلًا، وزي ما عرفتكوا هعرف غيركوا.
_ هو انتي زعلتي ليه ! أنا بس بفهمك مش بمنعك تبقي وسطنا، بس مش بمشاكلك دي كُلها.
_ مش هبقي وسطكُوا اساسًا، شكلي غلطت لما كلمتك.
قَفلت في وشها بغضب، وكنت متعصبة بطريقة متعصبتهاش قبل كِدا، أو يِمكن حزيـنة، هو أنا ليه محدش بيعوزني في حياتُه؟ هفضل وحيدة وكُل اللي حواليا واللي بعوزهم بيختفوا مره بسببُه ومره بسبب...؟! كُنت متعصبة وزعلانة، افتكرت "فارس" أيوة لو مكانش عمل مُشكلة واتخانق كُانوا فضلوا يحبوني وفِضلت صاحبتهُم !!
قومت من مكاني وانا خارجة من شقة "مريم"، طالعة الدور اللي فوق قاصدة شقـة "فـارس"..
_ بطلي عياط يا مـريم.
ردت "مريـم" عليه ببُكاء علي الموبايل:
_ من الصُبح مُتجاهلني، وقالت لي انها بتكرهنا وهتسيبنا، أنا معملتهاش حاجة يا فارس.
اتنهد وهو بيهديها:
_ معلش يا حبيبتي متزعليش، هي تعبانة زي ما احنا عارفين، ولازم نتعامل مع تصرفاتها، لحد ما نروح