رواية الانعكاس بقلم سلمى ناصر رائعه جدا
_ يثـربّ، اتفضلي اطلعي.
ضميت شفايفي بضيق وطلعت وهو لِسة واقف بيتابعني لحد ما طلعت، وفضولي قوي اروح فين؟
وهو كُل دا ساكت ومتكلمش خالص، بس مرتاحة لأني مش ناقصاه، قُريب هتطلق منُه أصلًا.
اول ما دخلت الشقة كانت مامـا اللي مستنياني وبتبُصلي بكُل غضب:
_ حمدالله علي سلامة الهانم اللي بتهرب زي الحر@امية.
_ ماما مش ناقصة أنا هدخُل انام.
_ خُدي هنا بسهولة كدا ! انتي اللي جرالك يابت انتي؟ مبقاش حد عارف يظبُطك؟
هتفتكري انك هتدوري علي حـّل شعرك بعد مoت ابوكي؟
وقفت في مكاني وبصتلها:
_ بالعكس، أنا بخُرج للدُنيا اللي حرمني منها.
_ انتي بقيتي عار زي ما كان بيقولي، لولا قلبي دا كُنت دبح@تك يوم ما لبستي القرف دا وخلِصت من كلام الناس ومن عارك.
ابتسمت وانا ببلع كلامها المُعتاد زي الجمر، وكأنها استلمت منُه الدور :
_ بجد يا مامـا مش ارتحتي؟
بصتلي بدهشة:
_ ارتحت من ايه يابت؟
_ لما مـات، تحكُمه وكلامُه وض@ربُه اللي معلم علي كُل جِسمك قبل ما يعلم عليَّا، دا كُله ايه؟
_ كُنت بعصيه وبيربيني، جوزي وابوكي ولُه الحق
اتكلمت بعصبية بعد ما استكفيت:
_ لأ ملوش الحق ! ملوش الحق يعاملنا زي البهايم،
ملوش الحق يفرض كلامُه علينا من غير نقاش وكأننا ملناش إرادة، ملوش حق يمشي حياتنا علي كيفُه ورغبا@تُه ومينفعش نتكلم لانُه بيستخدم حيلة حلوة، بيتكلم بأسم الدين اللي ميعرفش عنُه حاجة، واللي ميستحقش يتقال عليُه شيخ والناس مخدوعه في الوش السِمح الطاهر دا اساسًا.
قـلم نـزل علي وشي سَمرني ملحقتش استوعب، قبل ما احس بصوبعها وضوافرها بتتغرس علي كتفي بتنهش لحمي من الغضب، واتكلمت وهي بتع@يط:
_ اوعي اسمعك بتقولي علي ابوكي المي@ت كِدا فاهمة؟ ابوكي اللي كان بيبذُل كُل جهدُه عشان يطلعك مُخترمة، يبقي دا جزاتُه؟ دا لو عاش لليوم اللي يشوفك فيه كدا كان قتلتك وشِبع فيكي مoت !
يارتني اقدر، يارتني اقدر اعملها واغسل الع@ار اللي انتي جيبهولي من يوم ما م١ت..
لاقيت دموعي بتنزل لوحدها من القهرة، وانا زعلت من نفسي، لاني وعدتها مفيش عي@اط تاني بعد موتُه، بس طلعت كدابة:
_ اقولك حاجة ياريتك ما جبتيني للُدنيا اللي مشوفتش فيها يوم حلو ولا حُض@ن حنين ولا ايد تطبطب ! مشوفتش الا القسوة والضر@ب والاجبار،