روايه جوازه نت لكاتبتها مني لطفي
بنظرها بعيدا
آه فعلا مش هينفع لا فون ولا شات ثم سلطت نظراتها على نشوى وقالت بابتسامة صفراء
وانت يا نشوى ما شوفتيهوش قبل كدا
أجابت نشوى باضطراب وهى تتحاشى النظر الى منة فهي تعلم أن منة
لا شوفته لعبت بأصابعها مشبكة اياهم تارة ومفلتة لهم أخرى وتابعت
اتكلمنا كام كاميرا كذا مرة
كادت منة أن تصرخ ولكنها سارعت بوضع يدها على فمها ونظرت الى نشوى قليلا وهى تهز قدمها بعصبية شديدة قائلة بحدة
لا يا منة علشان خاطري ما
تسيبينيش أنا أنا اتفقت انا ومدحت اننا نتقابل هنا انهرده وهو زمانه على وصول مش هقدر اكون لوحدي عاوزاكي معايا علشان كدا اديته المعاد هنا
ارتمت منة جالسة الى مقعدها بذهول وقالت بدهشة حادة وغير تصديق لما سمعته
انت لسه مع نشوى يا منون أجابت منة
بعد أن علم منها اسم المطعم قال بينما يحاور أحدى السيارات المارة بجانبه
لا حبيبتي انا جنب المطعم اللي انتو فيه استنيني ما تمشيش مع نشوى انا هفوت عليكي أوصلك وبالمرة فيه حاجه عاوز اقولك عليها
فتحت منة عينيها على وسعهما هلعا وقالت بينما تطالع نشوى بذهول واضح
إنت ايه اعاد سيف حديثه فحاولت منة التنصل من العودة برفقته قائلة بضحكة وهمية
كادت منة تبكي وهى تتحدث لسيف بينما تطالع نشوى في غيظ وقهر أجابها سيف ضاحكا ما جعل الډم يهرب من وجنتيها
ولا يهمك حبيبتي هاجيلك ولفي انت وصاحبتك براحتكم وانا هستناكي في أي كافيه هناك خمس دقايق بالكتير وهكون عندك وأغلق سيف الهاتف تاركا منة تطالع في محمولها وقد ارتسم الوجوم على ملامحها قالت نشوى في تساؤل
سيف جاي خمس دقايق ويبقى هنا يعني هيشوف لتقاطعها نشوى هاتفة
مدحت انتبهت منة لترى نشوى وهي تشير بيدها فاستدارت مستفهمة لمن تشير له نشوى خلفها فطالعتها قامة طويلة اقتربت شيئا فشيئا حتى وقفت بجوار طاولتهما ومال صاحبها عليها قائلا بابتسامة مرسومة
احلوت
نظرت نشوى الى منة وقالت وهى تقوم بالتعارف بينهما مشيرة الى
مدحت
منة أقدم لك مدحت ثم اشارت الى منة قائلة
منة صاحبتي وأكتر من أختي كمان مد مدحت يده مصافحا وهو يقول بابتسامة
تشرفنا يا آنسة منة
نظرت منة الى يده الممدودة ثم رفعت نظراتها اليه قائلة ببرود
شكرا بس آسفة ما بسلمش
أعاد مدحت يده بينما تكلمت نشوى محاولة اضفاء المرح الى صوتها لإزاحة موقف منة البارد جانبا من ذهن مدحت
بس انت جاي في معادك تمام الواحد يظبط عليك ساعته بقه بعد كدا
أشار مدحت لها بالجلوس بينما لم تكن منة قد قامت للترحيب به من البداية بل مكثت جالسة في مكانها وعيناها زائغتان بين مدخل المطعم وساعتها وهي تتحين الفرصة للاستئذان والانصراف فهي لن تستطيع الجلوس برفقتهما أما نشوى فهي من رتب الموعد مع هذا ال مدحت دون الرجوع اليها وبالتالي هي غير مجبرة على الجلوس معهما
كان مدحت يوجه الحديث الى منة الشاردة فكررت نشوى كلام مدحت وهي تحاول جذب انتباه منة
منة مدحت بيسألك تحبي تشربي ايه انتبهت منة وقالت بينما نظرها مثبت على المدخل
ها لا مالوش لزوم شكرا انا هضطر أقوم لتبتر عبارتها ما ان طالعتها هيئة سيف وهو يتلفت يمينا ويسارا يجوب المطعم مفتشا عنها بين الرواد بعينيه همست في سرها بوجل
جالك يا تارك الصلاة ياللا هي بايظة بايظة لتصطدم عيناها بعيني سيف الذي سار باتجاهها وابتسامة عريضة ترتسم على وجهه بدأت تخبو ما ان اقترب من طاولتهما ولاحظ وجود رجل غريب برفقتهما حتى غابت كلية ليحل بدلا منها تقطيبة عميقة ونظرات شك وريبة
كانت منة تجلس في صمت تام بجوار سيف وهو منطلقا بسيارته في سرعة عالية الى منزلها استرقت النظر اليه بين فينة وأخرى مؤثرة عدم الكلام وهى تعلم يقينا ان صمته هذا ما هو الا الهدوء الذي يسبق العاصفة والتي ستقرع فوق رأسها حتما ما إن يصلا منزلها
قبيل وصولهما الى وجهتهما سعلت لتجلي حنجرتها وقالت بابتسامة صغيرة
سيف أنا مش عارفة إنت ليقاطعها سريعا وبحسم ونظره معلق أمامه
مش هنتكلم دلوقتي ثم الټفت اليها بحدة وتابع بنظرات ڠضب سوداء وصوت مكتوم يحمل لهجة نذير لم تفتها
الكلام و الحساب لما نوصل فسكتت منة تماما وغاصت في مقعدها وعقلها يعمل كالماراثون لإيجاد حل لهذه الکاړثة التي أوقعتها فيها نشوى بغبائها
ما إن أغلقت عواطف باب غرفة الجلوس خلفها بعد أن رحبت بسيف وأصرت عليه المكوث لتناول طعام الغذاء قائلة أن زوجها على وشك الوصول حتى تناول سيف مرفق منة بقوة فاجئتها وجعلتها تشهق وهى تنظر اليه بوجل ومال عليها وهو يقول من بين اسنانه پغضب مكتوم
ممكن بقه تشرحيلي يا
مدام معناه ايه اللي انا شوفته دا وازاي تسمحي لنفسك انك تقعدي مع واحد غريب عنك لم يمكثا بعد وصول سيف سوى دقائق معدودة رحب فيها سيف بالضيف وقد قامت نشوى بالتعارف بينهما معرفة سيف انه خطيب منة بينما مدحت ب مدحت فقط الأمر الذي استشاط له سيف غيظا وصمم على المغادرة ولم تفلح محاولات نشوى في بقائهما وغادرت منة برفقة سيف وسط نظرات الرجاء والخۏف من نشوى لئلا تكون السبب في شجار يحدث بينهما فحالة سيف لا تبشر بأي خير
عادت منة الى الواقع وحاولت امتصاص غضبه قائلة بينما تشير بيدها ليهدأ
سيف ممكن تهدى شوية علشان نعرف نتكلم انا مش فاهمه ايه اللي منرفزك اوي كدا
قبض سيف على مرفقها الآخر وصړخ وهو يجذبها بقوة ناحيته
انت هتجنينيني يعني ايه ايه اللي منرفزني انت شايفه انه ما فيش حاجه حصلت اشوف مراتي قاعده مع واحد متعرفوش القاعده اللي انا شوفتها دي وما اتضايقش وما تقوليليش ان نشوى كانت معاكم كل اللي حصل من تحت راسها انا مش قايلك اني مش موافق على الصحوبية بتاعتكم دي وانها نوع تاني خالص غيرك أرفض انك تحتكي بيه واتفضلي اللي حصل انهرده أكبر دليل ان كلامي صح قاعدين مع واحد الله اعلم إتلمت عليه منين تقدري تقوليلي شكلك كان هيبقى ايه لو حد من معارفك شافك كنت هتبرري دا بإيه دا لا أخو واحده فيكم ولا جوزها
ولا خطيبها يبقى ايه ان شاء الله المبرر غير انها واحده منحلة وعاوزة تجرك معاها
نظرت منة اليه باستنكار وقالت بحدة بالغة وهى تحاول جذب مرفقيها من قبضته القوية ولكن دون جدوى
يعني ايه تجرك دي انا مش معزة ولا بقرة بتجرها وراها في كل حتة وبعدين انا سبق وقلت لك ايه اللي معصبك اوي كدا انك شوفتني قاعده مع نشوى ومعانا واحد غريب لتشتد قبضته بدون شعور فأطلقت آهة ألم بالرغم منها ولكنها تابعت متجاهلة ألمها
انت شوفتني اعترضت على كلامك انت عندك حق قاعدتنا كان شكلها مش ظريف لكن اعمل ايه هو جه قبل وصولك بدقايق وحمدت ربنا انك جيت
وكأن دلوا من الماء البارد قد انصب فوق سيف الذي نظر اليها مبهوتا فهي تعترف أمامه بخطئها بمنتهى التلقائية ولم تحاول المجادلة او الڠضب بل انها تكلمت بطبيعية شديدة موضحة انها حمدت الله لدى وصوله وعدم تركها برفقتهما أكثر من ذلك
قطب سيف جبينه واقترب منها وهو يقول بشك بينما استطاعت منة جذب نفسها بعيدا عنه ما ان خفت قبضته
انت عاوزة تقولي انك ما كنتيش تعرفي بوجوده وانك اتفاجئتي بيه
مسدت منة موضع قبضته لمرفقيها وقالت وهى تنظر اليه بثقة
وهو انت عندك شك في كدا تعتقد انى ممكن اكون عارفة انه فيه حد هيكون موجود معانا ووافق
حان الوقت لتتبدل المواقع ويتخذ سيف موقع المدافع بينما اتخذت منة موقع الھجوم قال سيف نافيا بشدة
لا طبعا انا متأكد انك مش ممكن تعملي حاجه زي كدا
وقفت منة أمامه بكل عنفوان ونظرت في عينيه سائلة بجدية بالغة
أومال ايه اللي مضايقك بقه انى اضطريت لموقف زي دا وان نشوى هي اللي حطتني في الوضع دا لما وافقت انى اقابلها وبفرض نشوى فري وحياتها أوبن أوي هزت كتفيها بلامبالاة وتابعت ببرود
أنا ماليش فيه هي حرة وما تقوليش انه هينقال عليا أني زي صاحبتي لا انا هو أنا اللي هيتكلم عليا علشان مصاحبه فلانه ممكن جدا فلانة دي تكون احسن من ناس كتير اووي مش بيقوموا من على سجادة الصلاة لكن للاسف مابيطبقوش ولا حرف من ديننا تلاقيها بتكدب وبتنم وبتخون وكله بس قودام الناس الست اللي ما فيش منها وممكن واحده عادية زي نشوى بس واضحة اللي بتعوز تعمله بتعمله طالما واثقة انها صح انا مش بدافع عنها واقول انها مش غلط وانه فيه حاجات كتير لازم تعمل حسابها لكن انا ارفض الاحكام السطحية المسبقة على الناس
ابتسم سيف ابتسامة صغيرة وتقدم منها ليمسك بيديها فيما أشاحت هي بوجهها بعيدا عنه تحدث بهدوء قائلا
منة حبيبتي احنا عايشين وسط مجتمع وناس أقل تصرف أو كلمة محسوبة علينا ما ينفعش اعيش براحتي واعمل اللي في دماغي حتى لو صح من وجهة نظري لازم أراعي الحدود والضوابط اللي حاطها المجتمع اللي انا عايش فيه وعلى فكرة الموضوع مش كبت حرية ولا حاجه بالعكس دا بيحافظ على كرامة الكل احنا مش عايشين في المدينة الفاضلة انت عايشة وسط بشړ منهم الكويس ومنهم الۏحش متقدريش تمنعي الۏحش انه يأذيكي لكن تقدري تحدي من أذيته ليكي مجتمعنا للاسف بيحكم على المظاهر انت مش هتقدري تغيري عادات وتقاليد مجتمع كامل لكن نقدر اننا نحاول ما نعملش الشيء اللي ننتقد عليه انا واثق فيكي ومتأكد انك عمرك ما هتعملي
حاجه غلط لكن ممكن تقوليلي كان أحمد أخوكي مثلا هيتصرف ازاي لو شافك زي ما انا شوفتك انهرده او باباكي ابسط شيء هيلوموكي زي ما انا عملت خصوصا ان البنت اللي كنت