الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه خيوط العنكبوت لكاتبتها فاطمه الالفي

انت في الصفحة 24 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


ودعهم الجميع ورحلوا إلى المنزل أما حياة فقضت اليوم
باحضان والدها الحبيب تقص على مسامعه عن عملها بالشركة وتمدح بشخص سليم رغما عنها لكي تطمئن والدها 
إلى أن أغمض فاروق عيناه أثر الأدوية التى يتجرعها وكفت حياة عن الأكاذيب ولكن شردت بسراج الذي بمنزلهم الآن فهى تخشى على انجراف مشاعر شقيقتها إتجاه فهي على علم بهوس فريدة بإبطال الرويات التي تقرأها وستجد سراج واحدا منهما بجسده الرياضي وبمظهره الوسيم 

نهضت مسرعة تهاتف شقيقتها وتحذرها من الاقتراب منه ولكن أتاها رنين متواصل دون اجابه زفرت بضيق والقت الهاتف اعلى الكومود 
لتستمع لطرقات أعلى باب الغرفة نهضت من جانب والدها دلف الطبيب في ذلك الوقت وهو ينظر لها بابتسامة عذبة قائلا
مساء الخير 
مساء النور 
أقترب من الفراش وهو يقول
أنا جيت اطمن على الحالة لأن معاد مناوبتي
التقط الدفتر من اعلى الفراش ودقق به ليعلم ما الأدوية التى اخذها فاروق اليوم ثم عاد ينظر لمخطط القلب والضغط 
ثم نظر لها مبتسما وقال
لا حالة الوالد في تحسن 
يعني يقدر يخرج يا دكتور ويكمل علاج في البيت
عاد يتطلع لها بتفحص وقال 
هو من ناحية يقدر يخرج فيقدر ولكن في جلسات علاج طبيعى لازم يداوم عليها عشان الجلطة تركت أثر في النطق وأطراف أيده الشمال وده هيحتاج علاج طبيعي 
بابا نفسيته هتتحسن في بيته وسطينا وممكن وقت الجلسات نيجي المستشفى يعمل الجلسات 
تمام لو هتوعديني أنك هتجبيه بنفسك ويداوم على جلستين في الاسبوع هكتب ليه على خروج الصبح
ابتسمت بلهفة وقالت
اوعدك طبعا انا ماعنديش اهم من صحة بابا
حمحم بهدوء ثم عاد يتطلع لها متسألا عن حالتها الصحية الآن
وانتي احسن دلوقتي
نظرت له بدهشة
أردف قائلا
أنا دكتور أدم ولم تعبتي انا اللي كشفت عليكي كان واضح عليكي الخۏف والقلق بسبب حالة باباكي بس احب اطمن أنه بخير 
لا تعلم بماذا تجيبه قبل أن يغادر الغرفة هتف متسألا عن طارق 
هو الشاب اللي كان قلقان عليكي ده يبق اخوكي
علمت أنه يقصد طارق فقالت 
ابن عمي وفعلا زي اخويا الكبير
شعر أدم بالارتياح فقد كان يخشى أن يكون خطيبها أبتسم لها وهم بمغادرة الغرفة قائلا
أنا موجود لو احتاجتي حاجه هتلاقيني في مكتبي 
تنفست الصعداء بعد مغادرته فقد كانت تشعر بأنها داخل حصار بسبب كثرة تسألاته 
عادت بجوار والدها تضع راسها على ذراعه اليمنى ليحاوطها فاروق بحنانه بعدما شعر بها 
قررت أن تظل مستيقظة تخشى أن تراودها الكوابيس والاشباح التي تلاحقها في منامها وصحوها أيضا لا تريد أن
تزعج والدها بصړاخها وتفزع قلبه عليها 
لذلك قررت أن تذهب إلى كافتريا المشفى لتجلب لها كوب من القهوة تساعدها على السهر 
أما داخل منزل فاروق 
جلست سناء بجانب دلال بغرفة حياة وقررت أن تحكي لدلال ما أصاب حياة من كوابيس تلاحقها يوميا وصړاخها وخۏفها الدائم ليلا ولكن أخفت عليها غيابها 
دب الړعب بقلب دلال وهمست بحزن
يا حبيبتي يا بنتي كنت حاسة والله يا عمتي اول
ماشوفتها حياة دي كان وشها منور زي البدر وبتبتسم ضحكتها انطفت يا قلبي والله ما في حد شقلب حياة بنتي غير العقربة بثينه
مرات شريف اخو فاروق الولية الحرباية بتعمل اعمال واسحار وفسدت جو از ابنها وتلاقيها اتحرقت من رفض حياة لابنها وديني ما انا

ساكت ده انا هفرج عليها الناس 
ام سكت برسغها وقالت
اهدي واصبري احسن تضر بنتك اكتر احنا نشوف شيخ كويس وعارف ربنا مش دجال ويشوف البنت ويرقيها وهو يقولنا نعمل ايه ونتصرف إزاي فهمتي اياكي تظهري ليها انك عرفتي حاجه ده السحر ربنا يحفظنا منه بيودي القپر زية زي الحسد لازم حياة تتحصن الاولى فهمتي يا دلال بلاش تضيعي بنتك 
أما عن سراج فليس لديه رغبة في النوم كان جالسا بغرفة الصالون وعندما شعر بالممل توجها بخطوات بطيئة
إلى الشرفة وفتحها برفق لكي لا يزعج أحد أفراد العائلة ووكز بساعدية على سور الشرفة وظل يتطلع حوله لتلك البلدة الهادئة
استنشق الهواء العليل يعبئ به ريئته واغمض عيناه وهو يفكر بصديقة الغامض الذي لم يعرفه بعد
بغرفة أمل 
تركت فريدة الفراش برفق لكي لا تشعر بها شقيقتها بعد أن ذهبت في نوم عميق وغادرت الغرفة وهي تسير على أطراف أصابعها ثم وقفت على أعتاب الغرفة تتطلع حولها بريبة
تبحث بعينيها عن وجود ذلك الوسيم لفح وج هها نسمة الهواء لتعلم بأنه داخل شرفة منزلهم سارت إتجاه الشرفة ببطء
همست من خلفه 
مش جايلك نوم 
فتح عيناه بخضة عندما استمع لصوت هامس خلفه دار وجهه وهز رأسه بأسي ثم قال ضاحكا 
يخربيت كدة خضتيني
رفعت حاجبها بدهشة وقالت بضيق 
لية شوفت عفريت ثم أشارت إلي نفسها بثقة قائلة
ماشوفتش بنوتة كيوت و رقيقه زي قبل كده ولا ايه
لاحت ابتسامته وهو يردد بدهشة
كيوت ورقيقه ! ثم تهللت اساريره ورفع سبابته أمام وجهها وهتف بمرح 
متاكدة هههه
تصنعت الحزن وهمس بخفة
شكرا يا بيه
ودارت ظهرها تريد المغادرة ام سك بكتفيها يمنعها المغادرة وقال معتذرا
أسف والله كنت بهزر معاكي ما تبقيش قفوشة يا فريدة
سرت قشعريرة بج سدها عندما قبض على كتفيها يمنعها الذهاب لاحت ابتسامتها سرعان ما أخفتها عندما تقدم منها ووقف أمامها يتطلع لملامحها الغاضبة منه
صدقيني بهزر معاك والله عارف إن جو البيت متكهرب بسبب تعب باباكي والمستشفى ماتزعليش بقا ده احنا قرايب 
لم تقدر على كتم ضحكتها 
قهقهة بصوتها الرقيق رفع سراج إحدى حاجبيه بدهشة من تلك الفتاة التي يتبدل حالها بين تارة وأخرى
تبادل معها الضحكات إلى أن صمتت فريدة وأنهمرت دموعها تعجب سراج في أمرها وهتف بتسأل
بټعيطي ليه يا بنتي دلوقتي ما كنتي بضحكي
رفعت أناملها تمحي دموعها وقالت بصوت خاڤت يبدو عليه الحزن
والانكسار 
أول مرة بابا يبات برة البيت البيت وحش اوي من غيرة من يوم ما تعب واحنا كلنا جنبه في المستشفى وكنا ح سين بوجوده وسطنا رغم تعبه لكن وجوده مطمنا
ربت على كتفها برفق وقال 
هيقوم بالسلامة وهيرجع بيته وهيفضل وجوده يطمنكم العمر كله ربنا يبارك في عمره ما تقلقيش الدكتور طمني قال حالته مستقرة ويقدر يخرج ومش بعيد كمان تلاقي الصبح داخل عليكم البيت ومعاه حياة
هتفت برجاء 
يارب احنا مالناش غيره وهو كل حياتنا
أبتسم بخفه وقال 
واضح انكم كلكم متعلقين بوالدك أوي حياة كمان نفسيتها مش مظبوطة اعتقد بسبب بعدها عنكم واضح اوي انكم عيلة مترابطة
ابدلت دفته الحديث وهتفت بحماس
انا هعمل شاي بحليب تشرب معايا اصل الجو ده محتاج الشاي بحليب
أوما بخفة وقال
أشرب شاي
بحليب
بعدما توجهت فريدة إلى المطبخ لإعداد الشاي بحليب هتف سراج وهو يهز رأسه قائلا 
عيلة لذيذة والله
عودة إلى المشفى 
جلست داخل الكافية الخاص بالمشفى تنتظر أعداد قهوتها 
بينما لمحها ادم وهو يطلب من الشاب اعداد قهوتهكانت جالسة يبدو عليها الشرود التقط كوب القهوة خاصته وأخذ الآخر الخاص بحياة بعدما علم بمطلبها ثم سار اتجهاها ووقف أمامها يتنحنح قائلا
القهوة بتعتك تسمحيلي أقعد معاكي أشرب قهوتي أنا كمان
هتفت باقتضاب 
أكيد أتفضل 
جلس بالمقعد المقابل لها وبدء في أرتشاف القليل من قهوته ثم نظر لها بتسأل 
يضايقك لو اتكلمنا شويا 
هزت راسها نافية وقالت
هنتكلم في أية 
يعني أنا عرفتك بنفسي وانتي ما عرفتنيش عن نفسك حتى اسمك ما عرفوش لحد دلوقتي
تنهدت بضيق وقالت
اسمي حياة فاروق الألفي وبشتغل مهندسة برمجة في شركة سليم السعدني
ثم همت واقفة وهاجمته بحدة قائلة
المعلومات دي كافية ولا ايه يا دكتور
وسارت غاضبة تصعد الدرج لحق بها يحاول الاعتذار فهو لم يقصد مضايقتها كان يود أن يفتح معها مجال للحديث بينهما 
وأثناء اللحاق بها أتت إليه الممرضة تركض مناديا إياه 
يا دكتور أدم يا دكتور 
دار وجهه
إليها لتردف الأخيرة قائلة 
طلبينك في الطوارئ في عربية والمصابين كتير 
ركض الي حيث الطوارئ ليتابع عمله باهتمام بعدما قرر أن يعتذر منها وقتا لاحقا 
أما عنها دلفت لغرفة والدتها بأنفاس لاهثة
وأغلقت الباب خلفها وظلت متسمرة خلفه تخشى أن يلحق بها الطبيب أو غيره فهي لم تعد لديها ثقة مطلقة بأحد كما أن سليم لن يتركها تنعم بلحظات أمان وسط عائلتها سيعمل طوال الوقت على تشتيتها وقد نجح في ذلك فهي رغم كونها بحصنها الأمن ولكن تشعر بالقلق والضياع كأنها تائهة مغيبة تريد أن تصرخ بأعلى طبقات صوتها ترفض ذلك الواقع المرير التي تعيشه 
ظل سليم ساهرا بغرفة مكتبة يرسم خطته بأحكام وفجأة انتشله من تخطيطه الشيطاني صوت طرقات اعلى

باب مكتبه 
ثم دلف أسر وهو يقول
فاضي يا سليم نتكلم شويا
ولو مش فاضي أفضالك يا حبيبي تعالى اقعد 
جلس أسر بالمقعد المقابل لشقيقه ثم زفر أنفاسه بهدوء وهتف بتسأل
ماما قالت ايه عن ميلانا ويا ترى متقبلة جو ازي ولا ايه 
ما تقلقش ماما بس متفاجئ بس قولي ناوي تعمل أية مع نور 
كلمتها ولا توصلت معاها 
ناوي نقعد مع بعض ونتفق على
الطلاق وتاخد كل حقوقها هي لسه ما تعرفش بوصولي بكرة هروح اعزيها ونخلص كل حاجه بهدوء 
ثم أردف قائلا وهو يهم من مقعده 
أنا خارج مع ميلو عشان افرجها على البلد 
هتف بدهشة 
دلوقتي بس الوقت متاخر 
أبتسم له وودعه قائلا 
احسن وقت نخرج فيه بعد منتصف الليل ههه ما تقلقش علينا سلام 
أغلق باب المكتب خلفه زفر سليم بضيق والتقط الهاتف يجرا اتصالا سريعا
وعندما أجابه الطرف الآخر قال سليم بصرامة
موسى جهز عربيتك والحراسة دلوقتي أسر بيه خارج هو ومراته عاوز عينك ماتشلش من عليه تفضل زي ضلي واوعى يح س بيك مفهوم 
ثم اغلق الهاتف وعاد بظهره للخلف يغوص داخل مقعده الوثير وينظر أمامه بعيون حادة ونظرات صارمة خالية من الرحمة 
ارتدت ميلانا ثوب أنيق يتناسب مع رشاقتها باللون الاخضر وتركت شعرها البني ينسدل بتمويج على ظهرها 
عندما رآها أسر فرغ فاه ينظر لها بإعجاب ثم أقترب منها يبدي إعجابه بمظهرها الأخذ 
التقط كفها بين راحته ثم رفعه وطبع وعيناه تجوب على ملامحها 
أنا مش قد الجمال ده 
توردت وجنتيها خجلا وهمست بصوت رقيق
ليش هيك عم تطلع فيني
اسبل عيناه ثم
وجهها بين كفيه ودنا منها عميقة يبث بها شوقة وحبه لها 
بعد لحظات ابتعد عنها وهمس بحب
بتطلع فيكي عشان بحبك ومش قادر أشيل عيني من عليكي بجد أنتي ډخلتي حياتي نورتيها يا ميلو 
أبتسم بخفه ثم أردف قائلا 
يلا نخرج زي ما وعدتك بدل مااضعف وارجع في قراري 
رفعت أناملها وقالت وهي تتعمق النظر داخل مقلتيه
يا الله عيونك متل البحر بغرق فيهن
ضحك أسر مجلجلا بحنان ثم همس بجانب أذنها بعشق
أول مرة حد يتغزل بعيوني هههه
بذراعه وغادروا الغرفة سويا ثم هبط الدرج وغادر الفيلا بأكملها فتح لها باب السيارة لتستقل بالمقعد المجاور له وعاد هو يستقل بمكانه أمام عجلة القيادة لينطلق بها في شوارع القاهرة 
الفصل العشرون
ظلت حياة مستيقظة ترفض النوم من أجل تلك الكوابيس اللعېنة التي تقلق مضجعها يوميا 
أشرقت شمس الصباح تحمل في طياتها الكثير من أحداث اليوم 
بادلتة الإبتسامة الهادئة ودفنت راسها داخل ص دره لا تريد إلا احض أن والدها الدافئة
طرق الطبيب
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 69 صفحات