الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه خيوط العنكبوت لكاتبتها فاطمه الالفي

انت في الصفحة 30 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


من نوبة الضحك الهستيري رنين هاتفه باتصال من سليم استرد أنفاسه ثم اجابه بهدوء ليخبره الأخير بأنه يريد الذهاب إلى المنصورة صباح الغد 
ولم يخبر أحد فعندما يصل إلى هناك سيتفاجئون بزيارتهم الغير متوقعة 
تلك هي الحياة فرص فأن لم تغتنمها فلم تستطيع تعويض ما فاتك من فرص ضائعة 
الفرصة الذهبية التي تبحث عنها توجد بداخلك أنت وليست في البيئة المحيطة بك ولا في ما تتلقاه من الآخرين من مساعدات ولكنها بداخلك 

أوريسون سويت ماردن
الفصل الرابع والعشرون
أحلام وردية منتظرة كل منهما يشرد بخياله يغزلون خيوط حريرية ويعزفون الالحان السمفونية على معزوفة العشاق الجميع سارح بملكوته الخاصة تعصف بهما الرياح هنا وهناك تتراقص الأزهار بمهب ريح حملت بطياتها نسيم الصباح العليل تساقطت حبات الندا على أوراقها لتمحو عنها الأتربة والغبار الذي يهاجمها عندما تهب الرياح العاصفة وتفقدها جمالها ورونقها الأخذ للعيون 
هبت نسمات الصباح على شرفتها الصغيرة منما جعلها تستيقظ بنشاط وتفتح باب شرفتها لتتطلع للخارج على ذلك المنظر البديع زقزقت العصافير التي تحلق حول الأشجار وتعزف ألحانها على مسامعها رفعت حياة عيناها تتطلع للسماء حيث السماء الصافية وشروق الشمس
في الأفق تنثر أشعتها الذهبية تدفء الكون 
سحبت شهيقا عميقا ثم زفرته بهدوء وولجت ثانيا لداخل غرفتها ارتدت ملابسها إستعداد للخروج مع والدها بعد تناولهما الافطار 
بعدما غادرت غرفتها وجدت والديها والجده سناء يتهامسون عن رغبة سناء في العودة إلى منزلها بالقاهرة ودلال تحاول إقناعها بأن تظل لنهاية الأسبوع ولكن الجدة مصرة على العودة 
هتفت حياة وهي تقترب منها ووج هها يبتسم بإشراق 
صباح الخير على الحلوين 
ابتسمت لها الجدة وقالت 
صباح الخير على عيونك يا نوارة البيت تعالي يا قلبي احضرينا
أبتسم لها والدها بحب وردد هو ووالدتها بنفس اللحظة
صباح الخير يا حياتي
على رأسها وكفها وهي تقول 
خير يا ستو أنا ههه
ضحك على مزاحها وهتفت الجدة 
أنا الحمدلله اطمنت عليكي وعاوزة ارجع
بيتي بس البيت هيكون وحش من غيرك ترجعي معايا عشان شغلي ثم استرسلت حديثها قائلة
وانا موصية سراج يشوف شقة تكون جنبا عشان دلال تبقى جنبي وكمان صحة فاروق هتتحسن على جو وهوا مصر ده غير مراكز العلاج الطبيعي مالية البلد وكمان أعلى مستوى وخدمة ومابقاش في حجج خلاص البنات خلصت امتحانات 
هتف فاروق قائلا
والله يا ست الكل حضرتك منورنا وان شاء الله قبل ما نطلع العمرة انا وحياة هنكون مستقرين جنبك في القاهرة عشان اكون مطمن على دلال والبنات بس ادعيلنا نخلص ورقنا وربنا يكتبهالنا ويكتبها لحضرتك يارب 
رفعت سناء كفيها تدعو ربها بصدق
ربنا يكتبهالكم يا بني يا رب ويشفيك ويعافيكي ويطمئن قلبك على حياة يارب
بعد محاولات كثيرة انصاعت الجدة لرغبتهم في الجلوس لعدة أيام أخرى وبعد تناول الطعام اصطحب فاروق ابنته بعد أن تحدث هاتفيا مع سائق أوبر لكي يأتي الي منزلهم ويقلهم

إلى مصلحة جوازات السفر ثم يقلهم إلى شركة سياحية ليقدمون على اوارق العمرة والذهاب إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك العمرة 
في ذلك الوقت كان يجلس بغرفة والدته يخبرها بذهابه هو وسراج إلى المنصورة اولا لمقابلة عائلة حياة وسوف يصطحبهما معه المرة القادمة ولكن هو يريد أن يلتقي بهما أولا 
امطرته بوابل من الدعوات تلاحقه في طريقه وكما تمنت أن تتم تلك 
الزي جة على خير وتعم السعادة على ابناءها 
ودعه أسر بضيق كان يود أن يذهب معه بذلك اليوم ولكن رفض سليم خوفا على ميلانا وتركها بالمنزل مع نور ففضل أن يظل شقيقه يتابع عمله بالشركة ويأخذ ميلانا معه لكي تبتعد عن جو المنزل 
ثم غادر سليم الفيلا ليجد سراج في انتظاره ترجل من السيارة وساعد سليم على الجلوس ثم عاد يجلس بمكانه خلف عجلة القيادة وانطلق في طريقه إلى المنصورة حيث منزل حياة 
بعد مرور ساعتين كان سراج صف سيارته أمام منزل والد حياة 
ونظر لصديقه قائلا 
حمدالله على السلامه يا قبطان وصلنا 
تطلع سليم حوله لذلك المبنى المكون من طابقين وإمامهم حديقة صغيرة مليئة بالاشجار وقصاري زرع الصبار متصفة على كل جانب ساعدة سراج على الترجل من السيارة واجلسه بالمقعد المتحرك خاصته عندما دلف بها الحديقة سارت قشعريرة شديدة تدب باوصله لا يعلم ما هذا الشعور الذي احتاج ج سده عندما ولج اول خطواته لداخل منزلها 
تنهد بعمق ونفض ذلك الشعور من داخله ولم يكترث لتلك المشاعر 
هتف سراج قائلا بأسف 
هنا بقا للاسف ما فيش اصانسير ثم نظر لسليم بتمعن وابتسم قائلا
هشيلك على ضهري واطلع بيك هههه ولا هنعمل ايه
شعر سليم بالضيق وظل صامتا لدقائق
شعر سراج بأن طريقة بالمزح أحزنته فهتف بصدق
سليم اوع تزعل مني أنا قصدي اهزر معاك والله
م د له ي ده وقال بجمود 
سندني وهطلع السلم معاك 
حجظت عين سراج پصدمة وهتف بعدم فهم 
يعني أيه
يعني بعمل علاج طبيعي من فترة وفي استجابة للأعصاب وعشان كده ضرورة السفر لندن عشان اعمل العملية وارجع امشي على رجلي زي الاول 
تهللت اساريره وقال
وأزاي خبر حلو زي ده ما يتقالش
ماكنتش حابب ادي نفسي أمل كداب وكمان مش عاوز أمي تتعلق بحاجه وتتصدم بعدين فضلت السكوت لحد ما اعمل العملية 
ربت على ظهره بشدة وقال
أن شاء الله هترجع احسن من الأول
بس خلي عندك يقين وثقة في الله 
رمقة لرفعة حاجب وقال
شوف مين بيكلمني عن اليقين والثقة بالله 
ضحك بخفة وقال وهو يهندم من ياقة قميصه 
ما يغركش أن هلاس شويا شويتين بس انا وقت الجد جد اه هههه
ضحك سليم هو الآخر على كلامه وقرر أن ينهض ويتحامل على صديقه لا يريد أن تنكشف كذبته الآن 
بعدما وصلا الطابق الثاني بصعوبة هبط الدرج سريعا يجلب المقعد المتحرك ثم أراح سليم ثانيا عليه ووقف يسترد أنفاسه ويهندم من ثيابه ثم ضغط زر الجرس
استيقظت فريدة لتو وكانت تتناول طعام الإفطار بنهم ولا تعير والدتها أي اهتمام فقد كانت توبخها كالعادة وتطلب منها مساعدتها في ترتيب المنزل وفريدة منشغلة بالطعام 
وفجأة صدح رنين جرس المنزل رمقتها والدتها پغضب وقالت
خلصي البلونه اللي في
بؤقك دي وقومي افتحي الباب 
نظرت لهيئتها المزرية بسبب شعرها الفوضوي ومنامتها الوردية ثم وضعت القتسوة الخاصة بالمنامة تداري بيها شعرها وتوجهت لفتح الباب 
شهقت پصدمة عندما وجدت سراج أمامها بهيئته المهندمة وابتسامته الجذابة ابتلعت ريقها بتوتر وهتفت باحراج بسبب مظهرها 
أنت أية اللي جابك دلوقتي قصدي أهلا وسهلا
كركر ضاحكا على هيئتها ثم نظر بجوار لسليم لكي تفسح له مجال الدخول وهتف قائلا 
مش لوحدي معايا مستر سليم
افسحت لهم الطريق وهي تحدث نفسها بغيظ 
ينفع كدة يشوفني بالمنظر ده أنا عاوزة اعيط والله
عندما لمحتهما الجدة تهللت اساريره وسارت تستقبلهما بحفاوة
للجلوس بغرفة الصالون أما فريدة ففرت هاربة إلى غرفتها بسبب ما تعرضت له من موقف محرج أمام ما تتخيله بطلها 
غمرتها السعادة بسبب قدومهم ونهضت دلال مستاذنة لتحضر لهم مشروب الضيافة واستغل سليم غيابها أرسل غمزة لسراج لكي يتحدث مع الجدة عن سبب زيارتهما الآن 
دنا سراج من
جدته ومال على أذنها قائلا ببسمة هادئة 
باركي لسليم يا سنسن ناوي يدخل دنيا 
نظرت له بفرحة وقالت 
الكلام ده بجد يا سليم ربنا يسعدك يارب 
أبتسم لها سليم بحب ثم قال 
واحنا هنا دلوقتي عشان محتاجك معايا يا تيته الموضوع مش هيتم غير بدعم حضرتك ووقوفك معايا 
انا عنية ليك يا حبيبي 
قاطعه سراج وهتف متسألا 
امال عمي فاروق فين الاول
خرج هو وحياة من يجي اكتر من ساعة كدة 
تشجع سليم وأخبرها بالفتاة التي يريد الزو اج منها 
أنا عاوز أتج وز حياة وحضرتك معايا تقنعي أهلها توافق بيه وان كان على ظروفي وعجزي فأنا قررت اعمل العملية وهكون الزو ج المناسب ليها باذن الله
نظرت له بحب وقالت 
أنت عارف غلاوتك عندي من غلاوة سراج وانت تشرف يابني أي عيله أنت لا ناقص اي د ولا رجل وربنا يشفيك يا حبيبي وتقف على رجلك دا كله إرادة ربنا يا بني وبلاء ومن صبر على

البلاء فله الاجر 
أبتسم سليم وقرر أخباره عن رغبته بإتمام الزفاف بعد أسبوع من الآن لانه يريدها أن تسافر معه أثناء إجراء العملية ربتت الجدة على أرجله وطمئنته بأنها لن يهدأ لها بال إلا بإتمام تلك الزي جة وعليهم انتظار فاروق والتحدث معه ويترك الباقي عليها 
ظلت فريدة حبيسة بغرفتها اتت والدتها إليها لكي تخرج وتساعدها في المطبخ لإعداد طعام الغذاء من أجل الضيوف ولكن رفضت أن تغادر غرفتها سأمت منها دلال وعادت إلى المطبخ 
في ذلك الوقت عاد فاروق وحياة المنزل وعندما ترجلا من السيارة تفاجئت بوجود سيارة سراج شعرت بالضيق بسبب وجوده لأنها شعرت بانجذاب شقيقتها له وهي ترفض ذلك 
عندما فتح فاروق باب الشقة كان يستند على ابنته ودلفوا سويا ليرحب بالضيف سارت رغما عنها وعندما ولجت لغرفة الصالون شهقت پصدمة عندما رأت سليم أيضا دب الخۏف داخلها فذلك ال سليم لن يتركها تنعم بلحظات سعادتها وسط عائلتها لابد وأن يعكر عليها تلك اللحظات التي تسرقها من الزمن ألقت السلام عليهم وغادرت الصالون بتشتت 
كانت تهم بالذهاب لغرفتها ولكن استوقفتها والدتها منادية اياها ذهبت اليها 
لتخبرها دلال بأنها تريد مساعدتها في إعداد الطعام ظلت معها وعقلها شاردا بالجالس وسط منزلها يتحدث مع عائلتها بكل أريحية وكأنه يتودد لهم ومن باقي أفراد العائلة 
رحب بهما فاروق وجلس بتعب يتسامرون أطراف الحديث عن ما حدث بمصلحة الجوازات والتعسفات التي قابلتهم اليوم وعندما انتهى من جميع الإجراءات لابد من الانتظار عدة أيام أخرى لاستلام الجوازات ولم يحالفه الحظ بالذهاب إلى شركة السياحة اليوم لأن اليوم كان شاق عليه ورفضت ابنته أن تجهده فقرروا العودة إلى المنزل 
تفاجئ فاروق بحديث سليم الغير متوقع 
تدخلت الجدة بالحديث وحاولت إقناع فاروق فسليم شاب ناجح يمتلك
كل الصفات ليصبح زو جا ومسئول عن عائلته بعد ۏفاة والده شاب طموح ومن أسرة ثرية ذا أخلاق عالية وسمعة جيدة أسمه وشركاته تتحدث عنه وليس بعاجز فهو يفعل كل شيء وجدير بالثقة لكي يعطيه ابنته وأنه في طريقه للشفاء وتجاوز تلك المحڼة ويريد أن تكون حياة جانبه 
لم يعلق فاروق على شيء وقرر أن يتحدث بذلك الأمر مع ابنته أولا فهي صاحبة الشأن والقرار النهائي لديها هي وإذا أعطته الموافقة فلابد من حديث آخر 
بعد لحظات أتت دلال تخبرهم بتناول طعام الغذاء والتف الجميع حول مائدة الطعام التي يتريسها فاروق وجلست الجدة وسراج جانبها وسليم أيضا وعلى الجانب الآخر جلست دلال فقط ورفضت الفتيات تناول الطعام فريدة مازالت محرجة وحياة تتهرب من مقابلته أما أمل فقد كانت خارج المنزل عند إحدى صديقاتها 
ظلت فريدة تتأفف بغيظ أما حياة فقد
كانت تقضم أظافرها باسنانها وتزرع الغرفة ذهابا وإيابا وعقلها شاردا بماذا يحدث الان وما مصيرها القادم اتتها نوبة اختناق وركضت إلى الشرفة تحاول استنشاق
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 69 صفحات