الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية غيوم ومطر لكاتبتها داليا الكومي

انت في الصفحة 7 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز


زفاف شاهدته في حياتها ... عدم اقامة حفل كبير كان شيء بديهى نظرا لۏفاة والدها التى لم يمر عليها سوى ستة اشهر تقريبا ...لذلك كان من المنطقى ان يتم عقد القران في منزلها وبهدوء وتم تأجيل الډخله الي بعد الامتحانات النهائيه والتى ستبدأ في غضون شهرين بداية بالعملي ثم النظري الذى سوف ينتهى في يونيو ... حضر فقط افراد العائله وهى اخفت الخبر جيدا حتى عن صديقاتها وبالاخص فاطمه ... 

في الواقع خجلت من اخبارهم فشهد صديقتها الاقرب الي قلبها حفل خطوبتها الاسبوع القادم وخطيبها معيد في الكليه ورحمه خطبت لطبيب يعمل في الخليج...ماذا لو سألوها عن شهادته او مهنته ... ارتدت الفستان الخرافي الذى احضره عمر علي مضض وتمنت لو كانت تستطيع ارتداء السواد بدلا من الابيض وعندما سمعت خالها سعيد يردد خلف المأذون الكلمات التى تربطها بعمر للابد كرهته بزياده ...لحظة توقيعها علي الاوراق كانت لحظه لن تنساها ما تبقي لها من عمر ... دموعها اغشت عيناها وسقطت علي الاوراق امامها ...ربما فهم الجميع انها دموع السعاده ... لكن نظرات جدتها الخبيره كانت تحمل الكثير والكثير من القلق ...كانت تشفق علي عمر اكثر من اشفاقها عليها فهى حذرتها من قبل لكنها لم تستمع اليها....لكنها فضلت الصمت ولم تزيد الما الي المها بتأنيبها اليوم ففي النهايه هو ما زال يوم عرسها ....
عمر اهتم بكل تفاصيل اليوم وراعى اجهاد والدتها وحزنها ...ولم يترك لهم أي فرصه للتفكير او حمل الهم .... 
البوفيه الفاخر الذى اهتم بتجهيزه وطاقم الخدمه المرافق له كانا لافته مدهشه اظهرت كياسته وتقديره لها ... الطعام كان ممتاز ونال اعجاب الجميع ..لكنها لم تستطع اكل أي شيء ...لاحظت ان عمر لم يأكل مع الجميع مثلها فهى كانت تشعر بانقباض في معدتها من التوتر والحزن منعها من الاكل .... نظرت الي ساعتها بتملل ...متى ينصرف الجميع...دائما احبت لمة العائله لكن اليوم لم تكن تتحملهم ...كلمات التهنئه كانت تثير الغثيان لديها ومنعت نفسها عدة مرات من الانسحاب قبل انتهاء الحفل ... ندا ونور شقيقتا عمر كانتا صديقاتها لكنهما اليوم انضمتا الي معسكر الاعداء ..كانت بحاجه الي التحدث مع اسيل لكنها فضلت الصمت ...فأسيل مازالت طفله في الثامنة عشر ولن تفهمها جيدا .... وبماذا يفيد التحدث علي أي حال ... هل ستعيد اليه كليته اذا ما تراجعت الان ... العائله كانت عامره بالبنات والشباب ... عائلة والدتها كانت مترابطه اما عائلة والدها فكانت صغيره ومفككه وپوفاة جديها لوالدها المحبوب من شدة حبها فيه ...عمر كان يكبرها بعام واحد والتحق بالطب مثلها ...في النهايه هى تزوجت عمر فخري ابن خالتها منى ..ليتها تزوجت عمر عادل ابن خالتها لمياء..علي الاقل
هو طبيب مثلها ووسيم بدرجه كبيره .... 
هزت رأسها بقوه ... كيف تستطيع التفكير بتلك الطريقه الان وقد اصبحت تنتمى لرجل ....علي غرار امنياتها عمر اليوم تأنق بشده وبدلته الجيده اخفت وزنه الزائد ... 
لكنها لم تبتلعه علي الرغم من ذلك وعندما بدأ المصور في التقاط بعض الصور لهم تمنت لو يختفي ولا يفعل ذلك فهى لا تريد أي ذكري لذلك اليوم المشؤم... عمر لم يهتم فقط بالبوفيه وطاقم الخدمه بل احضر لها خبيرة تجميل مشهوره ومصور معروف ليدشن احتفاله ... طرحة زفافها الثقيله اصبحت حمل لا تحتمله فقررت الاعتذار والاختفاء في غرفتها لبعض الوقت حتى
يرحل عمر مع الجمع المستعد للمغادره فالساعه قاربت علي الواحدة صباحا ... تحررت من طرحتها فور دخولها لغرفتها واطلقت لشعرها العنان ... تأملت فستانها امام المرآة .. كانت لتكون سعيده بجماله المميز فقط لو ارتدته برغبتها فهو كان مصمم من قماش الساتان الناعم ومشغول بالفضى في جزئه العلوى بالكامل ...طياته الكثيره في جزئه السفلي الټفت حول جسدها بنعومه وحذائها الابيض العالي اعطاها بعض الطول ...الفستان اظهرها جميله بدرجه كبيره بل واظهر تناسق جسدها بشكل اذهلها هى شخصيا ... فجأه لمحت في المرآة باب غرفتها وهو يفتح ويدخل منه عمر ويغلق الباب خلفه... التفتت اليه في فزع كان يبتسم ابتسامه لم تفهم معناها بلهفه ويقول ... اخيرا ... ادركت الان ما فعلته لنفسها ...عمر اعطى لنفسه الحق في خصوصيتها بالامضاء البسيط الذى خطته علي قسيمة زواجها... حاولت مقاومته ودفعه عنها پذعر .... لم ينتبه الي امتعاضها منه لانه كان مشغول في مشاعره الخاصه واعتبر مقاومتها خجل.. فعروسه البريئه لاول مره تكون في .... 
ارادت الصړاخ وطلب النجده من عائلتها لكنهم لن يتدخلوا بينهم فعمر اصبح زوجها رسميا ...ووالدتها سمحت له بالدخول ... اغمضت عيناها ربما ينتهى عڈابها سريعا ويرحل عنها عمر... 
الان كفت عن مقاومته فهو اقوى منها بكثير لكنها استمرت في المقاومة والرفض فكريا ..لاسابيع لم تأكل او تنام وارهقت نفسها لاقصى درجه فجأه شعرت بالارض تدور من حولها وفقدت الوعى بين ذراعيه
.......................................................................................... الوعى عاد اليها ببطء شديد شعرت بخجل هائل يحتلها ...لتانى مره تفقد الوعى بوجوده في غر فتها وكأنها اصبحت عاده ...المدهش انها في حياتها لم تفقد الوعى ابدا من قبل وفقدته مرتين متتاليتين في وجود عمر .... اما عمر فكانت ملامحه تحمل نفس القلق البالغ الذى حملته في المرة السابقه كان قد حملها وارقدها علي فراشها بلطف ....شاهدته يرفع هاتفه النقال كى يتصل بالاسعاف لكنها اوقفته ... عمر ما فيش داعى انا بقيت كويسه عمر نظر اليها بقلق بالغ وقال ... لا يا فريده لازم اطمن ...لازم تعملي فحص شامل ... دى تانى مره يحصلك كده ... فريده اصرت ... عمر قالتلك انا كويسه ..انا فاهمه في حالتى اكتر منك ... مجرد ارهاق واجهاد وقلة نوم ....هرتاح وابقي كويسه ... 
عمر ابتلع ردها الجاف وقال ... طمنينى عليكى ..لازم اخرج دلوقتى لانى طولت اوى هنا ....انا هسيبك تنامى وترتاحى لكن اوعدينى لو احتاجتى أي حاجه كلمينى علي طول ....عمر خرج من غرفتها فورا ...عاد بعد قليل وهو يحمل صينيه عليها بعض الطعام ...اصر علي اطعامها بنفسه ورفض أي حجه منها لتأجيل الاكل لبعد رحيله ....بعدما تأكد من انها اكلت قال لها للاسف كنت مخطط نتعشي سوا بعد ما الناس تمشى لكن ملحوقه ... بكره هنتعشي مع بعض ...نظر الي فستانها بحسره ثم اكمل ... وفي يوم من الايام كمان هقلعك بنفسي زى ما اكلتك بنفسي ثم غادر غرفتها فورا 
............................................................................................
الصباح التالي كان الاسوء في حياتها علي الاطلاق ...فهى استيقظت علي عمر وهو يمسح شعرها بحنان ....تعجبت من السلطه المطلقه والحريه التى تسمح بها والدتها له ....تخلصت منه بضع ساعات فقط لتجده يوقظها ...انها لا تتحمله لدقائق فكيف ستقضى العمر معه ... اكثر ما كان يقهرها هو سعادة عمر فعمر كان فعلا سعيد لدرجة انه لم يكن يلاحظ وقاحتها معه ... ارادت عقابه علي سعادته.. فسعادته تلك علي حساب تعاستها هى ...غطت نفسها جيدا ونظرت اليه بجفاف ثم
قالت ... عمر لو سمحت اخرج بره ... هغير هدومى ...عمر نظر اليها نظرة طويله ...توقعت غضبه لكنه قال بتفهم اغاظها ... فريده ....انا عارف كويس انك مش بتحبينى ..علي الاقل مش بالطريقه اللي انا بحبك بيها... انا عارف كمان انك خاېفه منى ...خاېفه من التغيير المفاجىء في علاقتنا ...انا مش هستعجلك في أي حاجه ..لكن اسمحيلي اقرب منك ...انا بأعودك واحده واحده علي وجودى في حياتك.. يمكن تكونى شايفه انى خصوصيتك لكن بين الراجل ومراته مافيش خصوصيه ...وانتى بقيتى مراتى ... يا الله عمر دوما يتغاضي عن وقاحتها بل ويعطيها العذر لذلك ...لماذا لا تتقبل الزواج ... هل توجد انثى واحده عاقله علي كوكب الارض ترفض حبا مطلق كحب عمر .... عمر غادر ولم يكن غاضبا لكنها تعلم جيدا انها تعمدت اهانته وطرده من غرفتها وهو تقبل ذلك بصبر ... يعتقد انها بحاجه للوقت ...هل الوقت فقط سيجعلها تتقبله ... ابدلت ملابسها علي عجل لم تهتم بماذا سترتدى او كيف ستبدو ...علي عمر ان يقبل بالموجود ...يقبل بما تجود عليه من نفسها...وقفت امام المرآه حائره لا تعرف ماذا تفعل ... هل ترتدى الحجاب امامه او لا ترتديه ... اليوم كان السبت وهى ليس لديها دراسه ...هل سيقضى عمر اليوم كله معهم ... هو حضر
من الامارات منذ يومين فقط ووعدها بتحديد موعد للعمليه بعد اسبوع من كتب الكتاب ... اخبرها امس بعد كتب الكتاب حينما كان انه اراد كتب الكتاب قبل العمليه لينعم ولو لمره ...فربما في العمليه واراد ان يشعر بنشوة انتمائها اليه ولو لايام ...
فريده قررت ترك شعرها حر ...مشطته بعدم اهتمام ولم تضع علي وجهها أي زينه ...خرجت لتواجه عمر المنتظر وهى تعلم ان قضائها يوم كامل بصحبته سيكون من اسوء ايام حياتها .....
6 تمت بنجاح
خطوبة شهد !! كيف ستذهب الي الخطوبه اليوم دون ان ان تخبره ... هل اخلاقها تسمح لها بعمل ذلك ... لا انها لن تكذب بسببه ...ستخبره بصراحه انها مدعوه لحفل خطوبه وانها ستذهب بمفردها....هو لم يتركها لحظه منذ كتب الكتاب ..حتى كليتها كان يوصلها اليها كل يوم ويعود لالتقاطها ... حرصت علي اخفاء خطوبتها جيدا عن صديقاتها واليوم اذا ما اصر عمر علي مرافقتها ستضطر الي كشف السر .... كانت تشعر بحيره كبيره والمأزق الذى وضعت نفسها فيها ليس له الا مخرج الا العدول عن فكرة الذهاب الي الخطوبه .... بعد غد تحدد موعد لعملية احمد ...الخبر كان صاعقه علي الجميع حتى احمد نفسه ...عمر عومل كبطل فاتح وحمل علي الاعناق ...حتى والدته لم تعترض فقط بكت بصمت ودعت لكلاهما بالشفاء والصحه .... التفكير ارهقها ...البنات سيجتمعون الليله في الحفل وهى ستحرم نفسها من لمتهم برغبتها ...هى كانت قد جهزت فستان بسيط للغايه لترتديه وكم ستكون مذهله اذا ارتدت خاتم خطبتها الماسي ودبلتها الماسيه ايضا ... عمر فاجئها يوم كتب الكتاب بتقديم الخاتم والدبله لها... هى اعتقدت ان شبكتها هى كليته فقط واكتفت بذلك لكنه لا ينسي أي شيء.... بريق الماس يلمع بشده وسيبدوان رائعين مع فستانها والاسوره من الذهب الابيض التى اهداها لها عمر اليوم لكن كيف ستبرر لهم ارتدائها لدبلة خطوبه .. خطوبه شهد في قاعه شعبيه متواضعه وايضا شبكتها كانت بسيطه جدا ...ربما شهد ستتزوج من طبيب لكن الان وضع عمر المادى افضل بمراحل من خطيب شهد ظاهريا علي الاقل ... سيارته الفاخره وشقته الراقيه مع
 

انت في الصفحة 7 من 39 صفحات