الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية امرأة العُقاب لكاتبتها ندى محمود

انت في الصفحة 37 من 324 صفحات

موقع أيام نيوز


وقالت في خفوت مستفز 
_ سوق على مهلك يا بيبي
رفع حاجبه مستنكرا كلمتها الأخيرة ورمقها بنظرة متوعدة وهو يتمتم بصوت منخفض سمعته 
_ ماشي لما نرجع بس اصبري عليا
ابتسمت في عدم مبالاة وتمتمت لنفسها في نشوة ووعيد ماكر 
_ أنت لسا شفت حاجة دي البداية بس !
ثم التفتت برأسها مرة أخرى إلى ابنتها وظلت تتحدث معها وتضحك وهي تشاكسها بينما هو فيتابعهم بعيناه في مرآة السيارة العلوية يتأمل ضحكهم واندماجهم الجميل الذي يدخل السرور على قلبه ودون أن يشعر انحرفت شفتاه قليلا لليسار مفترة عن ابتسامة دافئة ومحبة !! 

خرجت من الحمام وهي تلف حول جسدها منشفة كبيرة وتمسك بمنشفة صغيرة أخرى تجفف بها شعرها 
بعد لحظاتها الغرامية مع عشيقها السري وبينما تسير في اتجاه المرآة رفعت نظرها بتلقائية فارتدت للخلف في زعر عندما رأت عدنان أمامها يقف عند الباب ويطالعها بعيناه المرعبة والمعاتبة فرت الډماء من عروقها واحست بأنها ستفقد وعيها بعدما ظنته لوهلة حقيقيا لكن سرعان ما اختفى شبحه من أمام عيناها التقطت أنفاسها المتسارعة في فزع وألقت بالمنشفة الصغيرة على الفراش ثم شرعت في ارتداء ملابسها فورا حتى تغادر وبعد انتهائها سمعت صوت رنين هاتفها فأجابت بصوت جاهدت في أظهاره طبيعيا 
_ خير ياسمير !
أجابها الآخر في مكر وشيطانية 
_ الست أسمهان هانم طلبت مني النهاردة اراقبك وإنتي خارجة وأنا عملت الواجب
يبدو أن اليوم هو يوم الصدمات المخيفة هتفت في ارتعاد 
_قولتلها إيه انطق !!
_ اطمني ياست الكل قولتلها إنك في النادي روحتي تشوفي واحدة صحبتك
فريدة بانفعال 
_ غبي ممكن تبعت حد على هناك عشان تتأكد ده لو مرحتش هي بنفسها اقفل اخلص خليني ارجع قبل ما تعملي مشكلة الحرباية دي
أنهت معه الاتصال ووضعت الهاتف في حقيبتها ثم اندفعت إلى الخارج وكان نادر يجلس على الأريكة أمام التلفاز ينتظرها حتى تخرج من الحمام وعندما وجدها قد ارتدت ملابسها ومستعدة للرحيل فقال بحيرة وهوويهب واقفا ويقترب منها 
_ رايحة فين !
فريدة 
_ ماشية يانادر اتأخرت أوي وأسمهان مش هتجبها لبر معايا بعتت سمير ورايا عشان يراقبني والغبي معرفش يتصرف ولو مرجعتش دلوقتي ممكن كل حاجة تتكشف 
تأفف بقوة في حرارة ثم أجابها بخنق مغلوبا على أمره 
_ تمام يافريدة خلي بالك من نفسك ولما توصلي كلميني وطمنيني
انحنت برأسها عليه وخطفت قبلة سريعة من وجنته متمتمة بعجلة في ابتسامة عاشقة 
_ حاضر ياحبيبي هكلمك سلام
أنهت جملتها واندفعت إلى خارج المنزل بأكمله ومنه إلى المقعد الكهربائي حتى ينزل بها للطابق الأرضي بينما هو فظل واقفا بأرضه ورفع كفه إلى شعره يمسح عليه بحنق 
خرجوا من إحدى البنايات بعد زيارتهم للطبيب الخاص بجدتها وكانت فوزية تستند عليها وتقول الأخرى بمشاكسة 
_ أنا مش فاهمة إيه اللي
بيعصبك بس يازوزا الدكتور قالك بلاش العصبية وإنتي برضوا مفيش فايدة حد معاه ملاك زي
ويتعصب
فوزية بشيء من العصبية
_ بت متنرفزنيش اكتمي خالص ومسمعش حسك 
قهقهت بخفة وقالت في نبرة شبه جادة 
_ أنا هروح اجيب العلاج من الصيدلية دي وجيالك استنيني هنا يازوزا
هزت رأسها بالإيجاب بعدم حيلة وتابعتها وهي تتجه نحو الصيدلية فبقت واقفة للحظات طويلة بانتظارها وعندما تأخرت فكرت بأن تذهب وتشير لسيارة أجرة إلى حين خروجها سارت بخطواتها الهادئة إلى الشارع وتلفتت حولها تتابع حركة السيارات منتظرة أن يخف اكتظاظها قليلا وعندما وجدت الفرصة فسارت بسرعة تعبر الطريق ولكن فجأة كان هناك سيارة تسير مسرعة وقبل أن تصطدم بها توقفت بقوة كادت فوزية أن تسقط من أثر الصدمة وباللحظة التالية فورا نزل منها شاب في منتصف عقده الثالث وركض نحوها يمسك بذراعها هاتفا بزعر 
_ إنتي كويسة يا حجة
فوزية بصوت خاڤت به بعض الزعر 
_ كويسة يابني الحمدلله متقلقش 
آدم باعتذار ونظرات مرتعدة 
_ أنا آسف جدا والله مخدتش بالي 
_ ولا يهمك يابني حصل خير
خرجت مهرة من الصيدلية ووقفت تبحث بنظرها عن جدتها وإذا بها تجدها تقف ويمسك بذراعها شاب ويبدو على ملامحها الزعر وأنها كانت على وشك الاصطدام بسيارة فهرولت راكضة نحوها غير مكترثة بحركة السيارات وعندما وصلت إليها أمسكت بها وقالت في ملامح وجه مزعورة 
_ تيتا إنتي كويسة !
هزت فوزية رأسها بإيجاب وقالت بابتسامة باهتة 
_ كويسة والله يامهرة مټخافيش ياحبيبتي
صاحت مهرة بعصبية وهي توجه حديثها لآدم 
_ مش تركز في الطريق ولا البعيد اعمى ومبيشوفش 
ادرك آدم أنها نفس الفتاة التي قابلها في المنطقة الشعبية فاستشاط ڠضبا وقال بانفعال مكتوم 
_ احترمي نفسك يابت
مهرة بصوت مرتفع نسبيا وسخط هادر 
_ بت في عينك ياجربان
_ أنا جربان !!!!
قبضت فوزية على ذراع حفيدتها وهتفت باستياء ونظرات تحذيرية 
_ مهرة بس اكتمي إيه اللي بتعمليه ده
ثم نظرت إلى آدم وقالت بصوت مختقن 
_ وأنت يا أستاذ خلاص قولتلك حصل خير اركب عربيتك وامشي
تنهد آدم وقال معتذرا وهو ينظر لمهرة بقرف 
_ حقك عليا ياحجة لو تحبي اتفضلي معايا اوصلكم في طريقي
ردت مهرة بنبرة فظة وهي تطالع سيارته بسخرية 
_حتى عربيتك جربانة زيك
عض
 

36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 324 صفحات