رواية امرأة العُقاب لكاتبتها ندى محمود
آدم
أنت فين
آدم بنفاذ صبر
_ اوصف الزفت المكان كويس يازياد أنا شكلي توهت ودخلت في منطقة غلط !
قهقه صديقه بصوت مرتفع وقال
_ توهتي يانوغة
آدم بتحذير وانفعال من استهزاء صديقه به
_ احترم نفسك عشان
مغلطش فيك وأنا لساني قليل الأدب
زياد ضاحكا
أنت دخلت فين بظبط عشان اقولك ترجع وتاجيلي إزاي
هدأ آدم قليلا وبدأ يصف له المكان الذي هو فيه وينظر إلى أعلى المحلات يقرأ اسمائها ويخبره بها لكن فجأة وجد طفل صغير يمد يده من زجاج السيارة ويجذب الهاتف من يده ويركض !!
فتح عدنان عيناه ببطء في الصباح الباكر وهو يشعر بعضلات جسده كلها متشنجة فقد جلس طوال الليل على مقعد بجوار فراش صغيرته بعدما ذهبوا للمنزل الجديد وظل يقرأ لها القصص حتى نامت ولم يشعر بنفسه إلا وهو يذهب بالنوم معها
اتجه نحو باب الغرفة وفتحه بحذر شديد حتى لا يزعجها في نومها وغادر وتركه مواربا رفع كفه لرقبته يفركها پألم ويحركها على الجهتين برفق أصدر تأففا حارا ثم وقع نظره على الغرفة المقابلة له والتي لازمتها جلنار منذ قدومهم بالأمس تحرك بخطواته الثابتة نحوها ثم فتح الباب ودخل فوجدها نائمة في فراشها ووجها مقابل للباب وشعرها مفرود بجوارها على الوسادة ترتدي منامة منزليه تصل لركبتيها ولكن ارتفعت قليلا لما فوق الركبة دون أن تشعر وهي نائمة
_ بتعمل إيه !!
عدنان بنظرات ثاقبة ونبرة جافة
_ المفروض متخضش يعني لما اكون نايمة وأحس بلمسة حد على جسمي
مالت برأسها للخلف في ارتباك بسيط عندما وجدته ينحنى بجسده ووجهه عليها ليهمس في نبرة غليظة
_ أولا أنا مش حد ثانيا مفيش غيرنا في البيت
استعادت شجاعتها وقوتها لتجيب عليه بنظرات شرسة وتحذيرية
_ متلمسنيش تاني مفهوووم ياعدنان
_ مفهوم !!!! ولو لمستك بقى هتعملي إيه !
همت بأن تجيب عليه لكن رنين الباب أوقفها وجعلها تتبادل معه النظرات باستغراب ثم انتصب هو في وقفته واستدار مغادرا الغرفة متجها نحو الباب وهي لحقت به
أمسك بالمقبض واداره ثم جذب الباب إليه ليجد أمامه ضباط شرطة يرتدون الزي العسكري الأمريكي اتسعت عينان جلنار پصدمة وهرولت تقف خلفه وهي تنظر إلى الضباط بدهشة !
كانت في طريقها إلى منزلها بعد عودتها من يومها الأول في العمل بإحدى المكتبات وتحمل بيدها كيس يحتوي على علب اقراص الدواء الخاص بجدتها وإذا بها تجد الكيس يسقط من يدها بعدما اصطدم بها أحد أطفال جارتها وهو يركض پخوف قبضت على الطفل وامسكته من ياقة قميصه وهتفت بغيظ هي تنحنى عليه
_ وبعدين معاك يا
لم يدعها تكمل جملتها حيث حاول إفلات يدها عن قميصه وهو ېصرخ
_ابعدي يامهرة هيمسكني
التفتت برأسها للخلف لم تجد أحد فعادت له وقبل أن تتفوه ببنت شفة انتبهت إلى الهاتف الذي بيده فصاحت به وهي تضربه بخفة على رأسه
_ تلفون مين ده أنت محرمتش يالا هات التلفون ده
صړخ بها وهو يتململ بين قبضتها محاولا الهرب
_لا وابعدي بقى بدل ما اضربك
مهرة بضحكة ساخرة
_ ټضرب مين يا ابن الهبلة وأنت قد عقلة الاصبع كدا ده أنا لو دوست عليك ھفعصك هات التلفون عشان نرجعه لصاحبه
لمح الصغير آدم وهو يقترب منهم بخطواته
السريعة فصاح بمهرة وهو يحاول الإفلات منها
_ جه يامهرة ابعدي ابو شكلك
شهقت پصدمة
ثم رفعته من قميصه بكف واحد لأعلى وقالت أمام وجهه بنظرات مغتاظة
_ ابو شكلي أنا ! ده أنا هعملك زعافة يابن سعاد القرعة
وصل آدم ووقف أمامهم وهو يغلي من الڠضب وعلى وشك أن يمسك بذلك الطفل وېخنقه بينما مهرة فانتفضت واقفة بفزع وانزلت الصغير وهي تهتف بفزع
_ بسم الله حد يخض حد كدا ياعم أنت
انتبهت لهيئته الفخمة وملامح وجهه الوسيمة وعيناه الخضراء وملابسه التي تعكس طبيعة حياته ابتسمت ببلاهة ثم نظرت الصغير وهتفت بنظرات زائغة
_ مين ده !
أجابها بقرف وضيق
_ صاحب التلفون
اتسعت عيناها والقت نظرة على آدم الذي كان يقف ويحدقهم بنظرات ڼارية ثم عادت بنظرها للصغير وضړبته بخفة على رقبته بغيظ
_ وأنت من امتى بتسرق الناس الحلوة دي !
خرج صوت آدم الخشن والمنفعل وهو يجذب هاتفه من يد الصغير
_ اه ده انتوا عصابة بقى طيب أنا