الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية جميلتي كاملة

انت في الصفحة 17 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

أومأت جميلة برأسها وهى تتحفز ثم دلفت بهدوء للغرفة، كان نائما ويبدو عليه آثار التعب، تقدمت ببطء من السرير وهى تحدق له بإبتسامة ثم انتبهت لنفسها واستغفرت الله قبل أن تضع على الطاولة التي بجانبه باقة الورود الذابلة، ثم ألقت عليه نظرة أخيرة متألمة مع إبتسامة باهتة، تنهدت بعمق ثم خرجت من الغرفة وغادرت مع ياسمينا لمكان مناقشة الماجستير.

كانت متوترة ولكن شجعها الجميع وحثها على الهدوء والاجتهاد، بدأت مناقشتها بإرتباك ولكن سرعان ما تابعت بثقة وحماس وهى تراقب أساتذتها يراقبونها بإهتمام وإعجاب.

حين انتهت وأعلن الأساتذة أنهم منحوها الدرجة وحصلت على الماجستير، صفق الجميع لها بفرحة ووالديها ينظرون لها بفخر، كانت سعيدة وهى تحدق في الجميع ولكن تشعر بشيء هام أو بالأحرى شخص بدون فرحتها غير مكتملة.

حين كانت تجول بنظراتها في أرجاء الغرفة بإبتسامة، توقفت نظراتها بصد@مة على باب القاعة وتوقفت أنفاسها لثانية وتجمدت إبتسامتها على شفتيها وهى ترى قاسم يقف على باب القاعة، مستند على عكازيه الإثنين بيديه ويحمل في يد منها باقة من الورود الحمراء الجميلة المتفتحة وينظر لها ويبتسم!

البارت العاشر والأخير

ظلت عيونها مثبتة عليه غافلة عن كل شئ حولها، لن تستطيع التصديق في البداية حتى ظنت أنها تحلم، آخر مرة رأت بها قاسم كان متألم للغاية ولا يريد رؤيتها مجددا إذا من هذا الذي يبتسم لها والفخر يلمع بعيونه؟

أدارت عيونها في أرجاء الغرفة مجددا لعل أحد يستطيع أن يؤكد لها حقيقة ما تراه عينيها من عدمه، وجدت ياسمينا تنظر ورائها بصد@مة ثم تعود بنظراتها لها وهى تغمزها وتبتسم وتشير لها بيدها بفرحة.

عادت بنظراتها لقاسم الذي حاول أن يتقدم ولكنه توقف مكانه بألم بسبب إصابته، أسرعت تهبط إليه وتتجه ناحيته تحت أنظار أهلها والجميع المذهولين، توجهت له حتى وقفت أمامه.

أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول بإرتباك: أنت هنا بجد؟

أبتسم لها: اه بجد، إيه مش شايفاني حقيقة قدامك؟

تجمعت الدموع في عينيها وقالت بغصة: بس أنت قولت أنه أنت مش عايز تشوف....

قاطعها بجدية ونظرات ثاقبة: تتجوزيني؟

شهق الجميع الذي أسرع ورائها بصد@مة أما هى حدقت به بعدم تصديق.

هتفت به: إزاي؟ أنا مش مصدقة اللي بسمعه!

أبتسم وهو يتذكر ما حدث قبل ساعة.

أستيقظ من نومه وهو يتقلب حين أدار وجهه ناحية باقة الورود ورآها، رفع رأسه من على وسادته بدهشة ثم اعتدل وهو يحدق بها.

مد يده يلتقطه ببطء ثم وضعه في حضنه، حدق به لفترة من الوقت بعدم استيعاب وهو يتلمسه قبل أن يبتسم وتتسع ابتسامته بقوة، لقد كان هذه باقة الورود التي ألقى بها في القمامة حين رفضته جميلة!

أحس بمشاعر كثير متداخلة ولكن فكرة واحدة مسيطرة عليه هو أنها احتفظت بباقة الورود التي سبق ورفضت صاحبها!

أسئلة كثيرة عصفت برأسه، لماذا احتفظت بها؟ هل كانت معها قبل أن يتقدم لها وسيم؟ هل كانت معاها كل هذه المدة؟ ولكن إجابة واحدة برزت في ذهنه ردا على كل تلك الحيرة

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 19 صفحات