رواية الانعكاس بقلم سلمى ناصر رائعه جدا
قعدنا علي كراسي وكلهُم بدأو يطلبوا،:
"محمد" قالي اشرب زيهُم واجرب، بس انا رفضت لأ محبتش الفِكرة اساسًا، أنا هجرب كُل حاجة أها بس هيبقي في تحفُظات، اصـَّر ادوق واجرب بس "دهب" اتدخلت:
_ خلاص يا محمد سيبها براحتها، هي واحدة واحدة هتتعود وتِشرب لوحدها.
_ طب هتشربي ايه هِنا؟
_ عادي اي عصير.
رد "زياد" بنبرة استخفاف:
_ اي عصير، نطلُبلك جوافة باللبن؟
رديت بـ نفس استخفافُه، حاولت اتغلب علي توتري، وارُد عليه أنا كمان:
_ لأ هشرب مانجـا عادية يا خفيف.
ضِحك "احمد" وبصلي:
_ ومالُه ياستي، حتي أنا هطلُب مانجا !
"نوارة" بصتلُه بغضب:
_ انت هتستبهل ؟ دا انت اكتر واحد بيشرب، مانجا ايه اللي هتطلُبها؟
_ التغير حلو يا نوري والمانجا حِلوه.
لاقيتها بتبُصلي بنظرات أنا تجاهلتها، وحاولت اندمج معاهم في صوت الموسيقي والغُني، لحد ما جاب الطلبات وحطها، حسيت بـ موبايلي بيتهز، فتحتُه ولاقيتُه "فارس" اللي بيرن، حاولت مهتمش لأحساس التوتر لما لاقيتُه هـو، بس معرفتش امنع ضِحكتي من انتصاري عليه وأن عرفت اخُرج برضو عملت الموبايل سايلنت وشيلتُه في الشنطة، وقررت انسيّ !
"فارس" مِش وحـشّ، للحقيقة هو ميتحطش في مُقارنة مع بابا اصلًا، بس هو اللي خلاني اكرهُه وأشوف اي راجل شبهُه، خطوبتي علي "فارس" كان بموافقة بابا مش موافقتي أنا، رغم انُه اخو "مريم" في الرضاعة وجارهمُ وبابا مش بيطيق سيرتها هي وعمتو وبيكرههُم، بس وافق عليه، لاقاه مُتدين، اخلاقُه عالية، مُنتظم في صلاتُه، هادئ جدًا، معاه تعليم عالي، مُهندس في شركة خاصة بيه، ومستواه المادي حِلو مواصفاتُه عجبت بابا، وهو كان رافض اي حد، بس الغريبة وافق عليه اول ما جيه يتقدملي.. وبقا بيعاملُه احلا مُعاملة، قالُه مرة كان يتمني يبقي ابنُه، هو بيكره خِلفة البنات، معاملتُه وحبُه ليه كانت بتنهش قلبي !
كُنت بلاحظُه كُل مرة وانا بروح لـ "مريم" بيتها ازورها قبل ما اتنقب بسنتين، بس هي مرة اللي فِضل معلق نظراتُه عليّا وانا مستنية الاسانسير أنا وماما، وبعدها لما بقيت اقابلُه صُدف مكانش بيبقا في بينا كلام، هي بـصة واحدة بصهالي، وبيرجع يوطي راسُه فورًا ويكمل طريقُه، محصلش غير مرة كُنت طالعة السِلم وخبطت في من دون قَصد، اعتذرتُله وهو رد بأنه عادي وابتسملي، استغربتُه وقتها، مكانش في دماغي أساسًا حتي وانا ملاحظة نظراتُه البسيطة،
محطتوش في بالي رغم أن كـ شكل فهو مش وحش، دا اي بنت تتمناه..
و"مريم" قالتلي أنه فاتحها وكلمها وقالها أنه مُعجب بيّا وحاسس بحاجة من ناحيتي بس فهمتُه وقالت له يطلبُني من ربنا الاول، ومايحاولش يكلمني وانا مش مُحرم ليه، عشان ربنا يحفظني ليه، واستني يخلص جامعتُه ويطلبني رسمي، معرفش احساسي وقتها ايه بس كان مُتناقض، ما بين انبساط أن حد بيحبني ودا شعور أنا أول مرة اجربُه وما بين استغراب.. وجيه اتقدم ساعتها وبابا وافق وجبرني بدون نقاش، بـ أسلوبه وطريقتُه، أوافق بيه رغم أن حسيتني مش جاهزة، إجبار بابا وطريقة في اختياره ليَّا اي حاجة كرهتني في "فارس" بدون ذنب، وخلتني رافضة جوازهُ مني تحت اي سبب.. مدلوش اي فُرص، رغم انُه شخصية ممُتازة، بس مشوفتش دا كُله، وكرهتُه وجيت عليه كتير.. بس هو استحملني اكتر لحد ما كتبنا الكتاب، استكترت عليه يشوفني حتي، وبقيت بتعصب عليه كتييير، بطلع فيه اللي بيعملُه بابا فيّا.. بغير منُه لحـُب بابا ليه اللي استحقُه أنا مِش هـو.. !