رواية الانعكاس بقلم سلمى ناصر رائعه جدا
"" اول اسبوع في تاني شهر في المـصحة،
مِسكت القـلم، وبدأت اكتب، واحاول اتقبل فِكرة العلاج، بغض النَظر عن انهياري وعَدم قُدرتي اكمل كتابة لما تعمقت في الذكريات، بس حُب ودعُم كُل اللي حواليَّا، واللي اكتشفت أنِ مِش وحيـدة، لأ ليَّا ناس، بيحبوني، وبيزوروني ويخففوا عني، وعايزاني، كُلهم جُم هِنا.. "فارس" اللي تقريبًا مبيعديش يوم الا لما يكون هِنا معايا، مـامـا وبكائها الدائم واعتذارتها علي وصولي هِنا بسببهُم، وأنها عايزاني اخَف عشان ارجعلها، "مـريم" واخُت "فارس" وامُه.. حتي "زيـاد" جالي..، كـلهم كانوا حافز عشان اتعالج"... ""
"" اول اسبوع في خامس شهر في المصَحة..
الخطوة دي، هي أن اسيطر علي نـوبة الانتفاضات، والارتعاش، والدوشـة، اللي بتجيلي بمُجرد ما افتكر واتعمق في الماضِ، الدكتورة، قالت،
أنا اللي بتحكم في العقل، مش العقل اللي بيتحكم فيَّا، وان النـوبة دي، هاجس أو لعِبة العقَل بيلعبها عليَّا، وخلتني اكتـب كالعادةَّ، بما أنِ مبتكلمش..
هكـلم شخصياتِ بين الزمن والحاضر، افتكر انفعالاتي زمان ودلوقتي، وردودي، واكتب كُل دا وانا بسبطر علي النوبة.. مجاتش بسهولة مرة واتنين، وحسيت أنها بتسحبني وبفشَل، بمُساعدة الدكتورة، قِدرت اتغلـب عليها.. واتحكم في انفعا-لاتي وعقلي، وللـ مُدهش، مبقتش احسَ بيها زي الاول !!؟.... ""
اول اسبوع في سادس شهر في المصَحة،
كُنت بعمل اصعب حاجة مَرت عليَّا في فترة العلاج، وهو أنِ اكَلم بابا وكأنُه واقف قُدامي !؟ اقـوله كُل حاجة محبو-سة جوايا نفسي اقولها.. عشان الكَبت ميتحولش لـ مشاعر سلبية، ونبقي معملناش حاجة، كُنت هـكتب بس، لاقتني بتكَلم ! لساني اتحرك وابتديت اتكلم من تاني ؟! رغبتي كانت قوية اوي وقتها، حتي الدكتورة اندهشت، بس كلمتُه، شوفتُه واقف قُدامي وكلمتُه وعاتبتُه، سئلتُه ليه محبنيش ؟
أنا كُنت بحبُه وهو محبنيش! كرهني في ُكل حاجة، حسيسني أن الحياةً كُلها حرام، مفهمنيش صح، ونصحني وعلمني بالحُب والود، كان قاسي اوي، لحد ما طلعني شخصية سوادواية، بتحقد علي اللي حواليها، بتكره نفسها وبتأذيها...
كُنت اتمني تبقي ابَ صالح بجَد، زمان كُنت في اشَـد الحاجة ليك، واتخليت عني، دلوقتي مبقتش محتاجاك، بقا ليَّا اللي لما احتاجلُه الاقيه واترمي في حُضنه، وهيفتحلي دراعُه بكُل حُب يستقبلني، ويحتويني.. مِش يرفُضني، ويمكن دي الحاجة الحلوة اللي عملتها معايا،ولولاها مكُنتش هقدر اسامحك واكون بالصفاءً دا دلوقتي.... ""
_ مبسوطة اوي باللي وصلتيلُه يا يثـربّ وبجد أنا حبيتك جدًا، ومعرفش هتمشي ازاي، بعد ما اتعودت عليكِ
بصيت للدكتورة وسيبت حاجتي اللي بشيلها، وروحت حضنتها:
_ وانا اكتر، لولاكي بعد ربنا يا دكتورة روان، مكُنتش بقيت إنسانة تاني.
_ أنا معملتش حاجة، انتي كان عندك إصرار وارداة واللي حواليكِ ساعدوكي علي كدا، بالذات جوزك ربنا بيعوضَك بيه، تعب جدًا معاكِ.
بعدت عنها، وانا ببتسم لها:
_ فعلًا.
شوية والباب خبط وكانت ماما و"مـريم" استنيت يدخُل بعدهُم بحماس، بس ملقتهوش، فـ اتنهدت بخيبة، ماما حضنتني وهي بتزغرد، بصتلها بحرج:
_ ملهاش لازمة الزغاريد يا ماما، هو أنا بتجوز !
اتكلمت بفرحه وهي بتُحضني تاني:
_ومالـُه يا قلب ماما؟؟ وفي احلا من اليوم اللي هترجعي في لبيتكِ؟ بكُرة نملي الدُنيا زغاريد بفـرحك أنتِ وفارس.
لاقيت نفسي ببتسم لها ووشيّ بيـوردّ، بعكس الاول، لما كانت بتجيب سيرة الموضوع دا كُنت بقلب الدُنيا وبتعصب، أنا بقيت اهديٍ، ومُحبة جدًا..