رواية الانعكاس بقلم سلمى ناصر رائعه جدا
_ أنا عايز اعرف ازاي تحُطلها الكلا-بشات وهي في الحالة دي؟
الظابط جاوبُه ببرود:
_ دا قانون يا بشمُهندس، دي محاولة قَت-ل، ومُشتبه فيها، لازم يتحطلها الكلا-بشات لحد ما تفوق ونحقق معاها.
رد "فارس" عليه بغض-ب من برُوده:
_ لما تفوق اعمل ما بدالك، ولو انها كانت مدافعة عن النَفس، إنما شوية مـُرعاة لحالتها اللي الدكتورة قالتلك عنها، اكيد مِش هتنُط وتجري وهي نايمة.
_ مينفعش افُك حاجة، وسيبني بعد اذِنك اشوف شُغلي، وانت يا استاذ زياد كُنت عايز تقول ايه؟
قـطع رد "فارس" علي الظابط، "نوارة" اللي صـرخت في وشُه بغضب وغِل:
_ مراتـك تستَحق الإعدام أصلًا دي كانت عايزة تق-تُله!
بصلها "فارس" بنظرة شمُولية مُستنكرة:
_ البيه اللي بتدافعي عنه اوي كِدا، نسيّ ربـُه وضميُره ونسيكي شخصيًا، وكان بيحاول يتحر-ش بيها، وطبيعي هي هتدافع عن نفسها ومش هتسمحلـُه، يبقي هو اللي يستحق الإعدام هو واللي يشاهدلـُه علي أفعاله القَذرة.
بصتلـُه "نوارة" بغيظ، وزعقت وكانت عايزة تِمسك فيه، لولا الظابـط وقفها بعصبية، وخلها تُسكُت، فخـدت جنب بعيد، وحاولت تتكلم بنبرة هادية، توصل معناها وتلف نظـَر للظابط بخُبث:
_ ولما هـّي متجوزة، اي اللي بجيبها بيت واحد عازب ولوحدُه ؟ يبقي كان جاي علي هواها،
ومغصبهاش علي حاجة ! ويبقي ولا تحَر-ش ولا حاجة، كُله بمزاجها، مراتك قـت-لت زميلها في الجامعة واللي ريحالُه برغبتها فاهم؟
كلامها عَصب "فارس" وكان ناوي يـُرد عليها رد ينسيها اسمها اساسًا من قسوتُه بس اللي سبقُه كان "زيـاد":
_ عشان هو اعتد-اء عليها، أو كان ناوي يعِمل كِدا
يثـربّ مكانتش تعرف أن دا بيتُه، هو فهمها انُه بيت نِسمة وكُلنا هنتجمع عندها، وهي بحُسن نيَّة صدقتُه وجات معاه، وكان مَحضر كُل دا عشان يكسر عينها،
وعرفنا باللي هيعمُله، وانا حاولت امنعُه ومسمعنيش،
فكـلمتُهم كُلهم وجيتلُه البيت الحقها، بس هي اتصرفت قبلي.
"نوارة" بصتلُه بصد@مة وهي بتصُرخ فيه:
_ دا كداب متصدقهوش، هي كانت عارفه وريحالُه.
ابتسم لها "زيـاد" بسُخرية مُهينة:
_ انتي لِسة بتدافعي عنُه وبتكدبي علي نفسك؟
فوقي يا ماما هو كُل يوم يعرف عليكي واحدة وانتي مش في بالُه اساسًا، لمي اللي باقي من كرامتك بقا.
الظابط اتَدخل وزعـق وفَض بينهُم قبل ما يتخانقوا، ومع كلام "زيـاد" اللي لفت انتباهُه،
قرر ياخدهُم كُلهم القِسم يستَجوبهُم من جديد،
ويتفتح محضر، باقي الشِلة شـهدّو أن "احمد" كان ناوي يعمل كدا فعلًا وعرفـُهم، وبقت "يـثربّ" هي الضحـية، وفَكلوها الكلابشات، وحطوها لـ "احمد"
لحد ما يفوق، ويحققوا معاه..
_ بس ياستي، اطمنتي دلوقتي؟
ابتسمت بسعادة وانا بحمد ربنا في سـّري بدموع،
رغم أن غلطِت في حق ربنا كتيـر واغضبُته،
وقِف جمبي وخـرجني من مُص-يبتي، ووقفلي اللي يشـهد في حقي، ومن مين ؟؟ "زيـاد" اكتر واحد مكُنتش بطيقُه فيهم وبشُك فيه !، ربنا رحيـم بينا اوي.. !
_ شـكرًا يا زيـاد.
ابتسم لي ببساطة:
_ أنا معملتش حاجة، دا كان لازم يحِصل.
_ أنا حقيقي مكسوفة من نفسي أن فهِمتك غلط،
وانت كُنت اكتـر حـد صـح فيهم.