رواية الانعكاس بقلم سلمى ناصر رائعه جدا
بصتلي بنظرات غريبة وهي بتاخد موبايلها وبتجري علي برا، شيلت الهدوم وتأملتها ابتسمت، وبدأت البس، دقايق وكُنت خلصت تقريبًا..
وقُفت ابُص لنفسي في المرايا، ومشاعر كتير مُختلطة، ما بين أن أخيرًا بعمل اللي عاوزاه وراضية بيه، ومحدش هيفرض احكام واجبة التنفيذ،
وما بين عدم الراحة والغبطة، من شكلي الجديد، من النقاب واللباس الفضفاض، لـ جيبة لحد بعد الرُكبة، بيضاء، وبلوزة يدوب مدارية البطُن جلد، وكوتشي، وسيبت شعري القُصير حوالين رقبتي اللي مزينها سلسه عُقد.. وقفت لثوان ابُص لأنعكاسي في المرايا، سرحانة ومُترردة أنا كدا صح؟ وعملت اللي عايزاه؟
_ من هِنا ورايح هتتحجبي سامعة ولا مش سامعة؟
كانت بتُصرخ من الوجع وهي بتأكدلُه بـ أيوة، موازنة مع نزول الخرطوم علي رجليها الصُغيرة:
_ حاضر يا بابا حاضر ولله.
ضربة تانية موُجعه، نزلت علي رجليها، مع صوت صرختها، وهو بيكرر كلامُه:
_ المسخرة اللي كُنتي لابساها الصُبح، متتكررش قال بلوزة حمالات وجيبة قصيرة، أنا امام الجامع بنتُه تلبس القرف دا؟
والدتها اتدخلت وهي بتترعش من الخوف وبنتها في حُضنها، رغم الحُضن دا مكانش درع كافيِ يحميها، من ضرب ابوها:
_ دي صُغيرة مكملتش تسع سنين لِسة !
زجرها بنظرة خلتها تبلع الباقي من كلامها وتسكُت كالعادة:
_ دلعك وتربيتك اللي هتطلعها بت فاسدة، زي خالتها
ودا اللي بناخُده من خلفتهُم، وعشان احافظ عليها تسمع اللي بقوله بالحرف، وتلتِزم بدينها وتطبقُه عشان تفُهمه وهي صُغيرة، احسن ما تجبلي العار وهي كبيرة، لما امــوت تبقي تعمل اللي عاوزه.
_ حاضر بس كفاية، رجليها ورِمت!
بصلها وهي وشها بقا شديد الاحمرار من العياط، والشهقات، وقرب عليها وهو رافع الخرطوم كعلامة تهديد أخيرة قبل ما يسمح ويبعد:
_ لما امُك تطلعلك الطرحة تنزلي بيها المدرسة هتقولي ايه؟
من بين شهقات الطِفلة خرجت كلامها بخوف مش مترتب، بس اللي حاضر في ذهنها، أنها تخلص من وجع الضربات:
_ حاضر هقولها حاضر وهلبسُه، ومش هرميه واقولها لأ تاني.
حركت راسي بعُن-ف، لالا مش هفتكر اي حاجة من دول تاني، أنا خلاص اتحررت، نفيت كُل اللي في دماغي، وخدت نفس حاولت اشجع نفسي، عشان بس لسة متعودتش، وابتسمت بثقة وانا ببُص علي نفسي في المرايا وبلف حواليها..
شيلت شنطتي وخرجت من الاوضة بكُل ثقة وسعادة، في الصالة مامـا و"مريم" وشوية ناس من البلد جُم عشان يعزو العزاء اللي مش بيخلص دا
سمِعت شهقاتهُم وهماستُهم وعنيهُم بتاكلني، ونظرات الصـدمة الجاحظة في عيون مامـا و"مريم" بس مهتمتش كَملت طريقي للباب، بس استوقفتني مامـا بتشدني من دراعي بعُ-نف، بعد ما قامت وقطعت المسافة جري ناحيتي وصوابعها علمت عليّا، وهي بتتكلم بعدم استيعاب: