روايه جوازه نت لكاتبتها مني لطفي
يا هانم كنت هتقوليلي وانت هناك صح هتحطيني قودام الأمر الواقع يعني قطبت منة وأجابت وهو تحاول جذب مرفقها من قبضته ولكن دون جدوى
سيف أعتقد انه لو الموضوع فيه حاجه غلط ماكانش بابا وافق انى أروح مع ماما واقعد معاها هناك فلو سمحت بلاش الطريقة دي لانك عارف كويس اووي اني مابحبش كدا وشيل ايدك علشان صوتنا ما يعلاش أكتر من كدا وبابا وماما يسمعونا
وجذبها ناحيته حتى ضړبت أنفاسه الساخنة صفحة وجهها المرمري وقال واضح
انا جوزك يا هانم عارفة يعني ايه ج و ز ك ونطق كل حرف مشددا عليه يعني أنا المفروض اني اعرف من الاول مش تحصيل حاصل وبعدين أنا رافض انك تقعدي هناك عاوزة تسافري يبقى رجلي على رجلك نروح سوا ونرجع سوا لكن تقعدي هناك ولو يوم واحد من غيري لأ وبعدين انا مستغرب مش ابن خالتك عايش معهم هناك ازاي والدك يرضى بحاجه زي كدا قالت منة وهى تحرك رأسها بقوة يمينا ويسارا ولم تعلم أي صورة جذابة رسمتها امام عينيه بخصلات شعرها الثائرة حولها وعينيها اللتان تلمعان ببريق الشراسة والعنفوان وقد طغى اللون الاحمر على وجهها حنقا وڠضبا قالت دون أن تعي تغير تعبيرات سيف وهو يجذبها اليه بخفة تنافي قوة قبضته لمرفقيها
عني لغاية دلوقتي حتى لو كاتبين الكتاب وانا أرفض انك تشكك في رأي لبابا بالشكل دا أجاب سيف بصوت متحشرج من شدة الانفعالات التي تمور بداخله
ما تلومنيش يا منة أنا بحبك جدا وبغير عليكي جدا جدا واحساسي انك بتخبي عليا حاجه بيجنني جدا ما تقدريش تقولي ان غيرتي دي مش في محلها اللي بيحب بيغير يا منة لو مش بغير عليكي أبقى حاجه من اتنين يا أنا مش راجل كفاية أو أني مش بحبك والاتنين أنا بريء منهم حاولت منة الابتعاد عن ذراعيه والفكاك من قبضة يديه لوجهها وهى تتحدث بتلعثم
وافقي يا منة اننا نقدم الفرح احنا بئالنا اسبوعين تقريبا مكتوب كتابنا وافقي اننا نتجوز آخر الشهر
انت مچنون آخر الشهر يعني بعد اسبوعين تقريبا لا ما ينفعش زفر سيف بحنق وقال وهو يبعدها عنه قليلا ليستطيع رؤية وجهها الذي طالعه بنظرات أخذت بلبه وعقله على حد سواء
مين فينا اللي مچنون دلوقتي بصي هي كلمة واحدة فرحنا بعد شهر من دلوقتي جهزي كل اللي انت عاوزاه في الشهر دا أنا لو عليا عاوزك بشنطة هدومك ثم غمزها متابعا بخبث
به بين يديه
إنت وقح وقليل الأدب وانا مش هتكلم معاك تاني وعلشان تبقى عارف طول ما انت كدا يبقى الفرح ولا سنة من دلوقتي
قال سيف برنة ضحكة واضحة في صوته
لا لا لا ومين اللي هيوافق على الجنان دا ان شاء الله بصي أبسط حاجه هعملها انى هخدك زي ما انت واقول لعمي معلهش يا عمي مقدرناش نصبر وانت كدا كدا مراتي شرعي علشان
أوريكي بجد قلة الأدب والوقاحة عاملين ازاي وما اعتقدش باباكي بعد كدا هيعترض هيسمعنا كلمتين في العضم واحمد اخوكي ممكن ايده تعلم على وشي لكن مش مهم كله فداكي حبيبتي
هتفت منة وقد كاد وجهها ان ينفجر من شدة الاحمرار خجلا و ڠضبا من هذا الوقح المتبجح
سيف انا مش بهزر دلوقتي أجاب سيف ببرود ظاهري بينما أدحض جميع محاولاتها للإفلات منه
ولا أنا يا مناياها هكلم عمي انهرده ان فرحنا بعد شهر من دلوقتي ولو على القاعه انا اعرف مديرين فنادق خمس نجوم هيساعدونى في الموضوع دا اما الشقة فيوم واحد ننزل نختار العفش بس طبعا حضرتك لازم تيجي تشوفي الشقة علشان تحددي مقاسات الأوض وجهازك انت بقه ماليش فيه اللي تجيبيه هاتيه والباقي واحنا مع بعض ها قلتي ايه حاولت منة المماطلة وقالت بتلكؤ
طيب نتفاهم ليقاطعها سيف محركا رأسه يمينا ويسارا رافضا وبشدة وهو يقول بجدية مفتعلة
أبدا ولا لحظة تفاهم اللي عندي قلته عاوزة فرح وافقي بعد شهر مش هتوافقي يبقى هنتجوز ومن غير فرح اختاري ضړبته بقوة وقالت بحنق من بين أسنانها
انت بايخ بجد موافقة هتف سيف وهو يبتعد عنها غير مصدق أذنيه
بجد يا منة لم يمهلها الرد عليه وامسك بيدها واندفع خارجا وهو ينادي قائلا
عمي عاوزك ضروري لتهتف منة بحنق من بين أسنانها بصوت منخفض وهي تحاول ايقافه
يا مچنون يا ابن المجانين استنى لما أكمل كلامي الأول ولكنه لم يأبه لمحاولاتها واندفع خارجا بسرعة جاذبا منة معه وما ان وقف أمام والديها حتى تحدث عبدالعظيم مبتسما وهو يقول
خير يا سيف يا بني هم سيف بالكلام عندما جذبت منة يده هامسة له
بس بشرط يا كابتن هسافر مع ماما بكرة لوحدنا زي ما كنا مخططين ايه رأيك تطلع اليها سيف بنصف عين وقال قبل ان يلتفت الى عمه المتابع للحوار وكان في انتظارهما في محطة القطار نادر الذي أقلهما الى الشقة السكنية التي تقيم بها عائلته تجاذب أطراف الحديث مع منة وخالته التي أشفقت عليه في نفسها فهي تعلم أن أمنيته كانت ارتباطه بمنة ابنتها ودعت الله له في سرها أن يعوضه عنها بالزوجة الصالحة
أحرق سيف هاتف منة اتصالات طوال هذين اليومين لم تكن تمر ساعة من نهار أو ليل إلا ويهاتفها فيها حتى أصبحا مادة للتندر والسخرية بين أمها وخالتها بينما كان نادر الذي قل تواجده أثناء مكوثهما لدى عائلته عندما يصدف ويتواجد أثناء ورود إتصالا من سيف كانت عيناه تلمع بغموض وترتسم ابتسامة صغيرة على شفتيه لم يتعرض لأمر خطوبتها من سيف الا مرة واحده في أول يوم لهما اذ قال في معرض الحديث
وإنت عاملة ايه يا منة مبسوطة مع خطيبك أجابت منة بتلقائية ذبحته من الوريد الى الوريد وهو يرى أبتسامتها المشرقة التي أنارت وجهها ما إن أتى على ذكر خطيبها
الحمدلله يا نادر بجد سيف انسان ممتاز ياللا انت كمان شد حيلك عاوزين نفرح بيك لتنغلق تعابير وجهه ما إن ألقت على مسامعه بعبارتها الأخيرة فشعرت بتراجعه فورا الأمر الذي تعجبت له ومنذ ذلك الوقت لم يحضر نادر لزيارة عائلته إلا لماما متذرعا بكثر العمل
يا سيف يا حبيبي قلت لك بإذن الله راجعين بكرة إن شاء الله أومأت برأسها إيجابا وكأنه يستطيع رؤيتها وتابعت وكأنها تهادن طفلا صغير
حاضر يا سيف واحنا في القطر هكلمك استمعت قليلا ثم أجابت بسخرية
ضاحكة
يعني ايه مين اللي هيوصلنا المحطة دي أكيد نادر طبعا أبعدت هاتفها المحمول عن أذنها قليلا وهى تجعد تعابير وجهها لصوته العالي وانتظرت الى أن هدأ ثم تحدثت بهدوء قائلة
خلاص خلصت بكرة بإذن الله هناخد قطر 7 الصبح رانيا هتوصل انهرده بالليل ان شاء الله أشوفك على خير سلام وأغلقت الهاتف من فورها وهى تزفر متأففة بحنق هاتفة بصوت منخفض مسموع
أووووف مچنون انا متجوزة واحد مچنون ثم أشرق وجهها بابتسامة عريضة وهي تتابع قائلة
بس بمۏت في جنانه وإن شاء الله شفاك على إيديا يا سيف يا ابن أم سيف
الحلقة السابعةج
كان سيف في انتظارهما في
محطة وصول القطار تفاجئت منة بوجوده بعد أن تبادل السلام والتحية معهما قام بوضع حقيبتيهما في حقيبة سيارته ثم فتح الباب الأمامي لأم منة والتي قالت متطلعة الى منة بابتسامة
لا دا مكان مراتك هي اللي تقعد جنبك أنا هقعد ورا لتسارع منة بالركوب في الخلف وهى تقول
بقولك ايه يا ماما انت رجليكي وجعاكي اركبي يا ماما اركبي بلا مراتك حماتك هي اللي تقعد قودام ناظرة اليه بتحد جعله يكتم لعڼة كادت تفلت من الى السيارة ونظرت الى سيف الذي يكاد يستشيط غيظا ولكن كبت غيظه بابتسامة مرسومة مزيفة وصعد هو الآخر الى مقعد السائق وانطلق سيف محركا السيارة باتجاه منزل منة
لم تلتفت منة اليه طوال الطريق وكانت لا تشارك في الحديث الدائر بينه وبين والدتها الا اذا وجه أحدهما اليها سؤالا فقد تذرعت برغبتها بالنوم وألقت برأسها الى مسند المقعد خلفها مغمضة
شعرت منة بشيء يداعب بشرتها الحليبية فأزاحته بيدها جانبا وهي تأفف من تلك الحشرة المزعجة التي أقلقت نومها ليعود ذاك الشيء لمضايقتها ثانية وبإلحاح مستفز رمشت منة بعينيها وهى تتذمر قائلة باعتراض واهن أضعف من مقاومة