روايه خيوط العنكبوت لكاتبتها فاطمه الالفي
ومن الصعب أن يتم أختراقه
رفع سماعة هاتف مكتبه ليهاتف مكتب حياة
انتفضت پذعر عندما سمعت رنين هاتف مكتبها يصدح
اجابته بيد مرتجفة وصوت مهزوز
ألو
غامت مقلتيها الزمردتين وهي تستمع لصوته الرجولي الذي يأمرها بأن تأتي إلى مكتبه
حاضر يا فندم
أغلقت الهاتف على الفور وظلت مكانها تحاول استجماع شتاتها ثم سارت بخطوات متخبطة وقفت أمام باب المكتب ثم طرقته برفق والقت بسمة طفيفة لمها القابعة خلف مكتبها وبعد أن استمعت لصوته الرخيم يأذن لها بالدخول
حضرتك طلبتي يا فندم
قال بصوت جاد وعينان حادة كالصقر يصوبها أتجاهها وقال بأمر
قربي كرسيك جنبي عاوزك تشفري اللاب توب
ابتلعت ريقها بتوتر وجذبت المقعد وضعته بجانب مقعده المتحرك الذي جالس عليه ثم جلست أعلى المقعد
سحبت الحاسوب خاصته بيد مرتجفة وعينان سليم يتطلع لها بترقب
هتعرفي تشفريه ويكون صعب اختراقه ولا هتغرقينا
دارت وجهها پغضب تنظر له دقق سليم النظر بنظراتها الغاضبة وظن بأنها غاضبة بسبب حديثه
الآن
عادت تتابع عملها بصمت دون أن تنبس بكلمة
قبض بكفه على ي ديها الموضوعة أعلى لوحة التحكم الخاصة بالحاسوب ليجعلها تنظر له ثانيا
رمقتة بنظرة مبهمة لم يفهم ما ترمي له تلك النظرات
ممكن حضرتك تلزم حدودك معايا وماتتجاوزهاش
رفع حاجبية بدهشة بسبب كلماتها تلك ام عن حياة فعادت تهتف دون خوف
يا ريت حضرتك تبعد من حصاري عشان أعرف اشوف شغلي وأركز فيه
لاحت ابتسامته وترك لها مساحتها للعمل وابتعد بالمقعد المتحرك خطواتين للخلف وهو مازال يحدق بها معجب بأسلوبها معه فهي لا تخشاه وتتحدث بقوة وثقة لم يجدها بفتاة من قبل
خلصت المطلوب مني في أي أوامر تانية
لا اتفضلي على مكتبك
سارت بخطوات مبتعدة وقبل أن
تغادر مكتبه هتف سليم مناديا إياها
حياة
تسمرت
مكانها ثم دارت بوجهها تنظر له
قال بفحيح أشبه بفحيح الأفاعي وكأنه يبخ السم من فاه قائلا
أنتي في مكان ثقة ومافيش حد كان يحلم بوجوده في نفس مكانك أتمنى ما تخونيش الثقة لأن العواقب هتكون وخيمة جدا
أبعاده عن حصارها
سارت مسرعا إلى مكتبها جذبت حقيبتها وغادرت المكتب بلا غادرت الشركة بأكملها دون أن تخبر أحدا
ولكن لا تعلم بأنها مراقبة من قبل سليم وعلم بمغادرتها من الشركة قبل موعد مغادرتها زفر بضيق وعلم بأن تلك الفتاة تثير الشكوك داخله وقرر أن يعلم كل شيء عنها كم أنه سيذهب إلي مكتبها ويفتح الحاسوب الخاص بها ليعلم من الجهاز هل هو الجهاز نفسه الذي اخترق حاسبه قبل لحظات أم لا
وقف
أمام نور يخبره بحزن
البقاء لله شدي حيلك
صړخت بأعلى طبقات صوتها لم تصدق بأن جدها فارقها وفارق الحياة للأبد
ازدادت صرخاتها فلم يعد لديها سندا بعده فقد كل عائلتها بالصغر وتزوجت والدتها وتخلت عنها ولم يبقى سوا جدها الحاني الحامي لها الآن خسرته هو الآخر بعد ما ذاقت اليتم في مرحلة طفولتها عوضها جدها عن ذاك الاحساس والآن تتعرض لليتم للمرة الثانية
لا شيء في هذه الحياة أشد مرارة وانكسارا وألما من فقدان الأب أن تفقد أباك يعني أن تفقد الإنسان الوحيد الذي يعرفك أكثر من نفسك إن كل فراق يهون ويحتمل إلا فراق الأب فإنه يكسر الظهر وألم لا يطاق مهما تظاهرنا بالسلوان والنسيان
وهذا ما شعرت به نور بعد فراق جدها والاب الروحي لها وعوضها بعد فراق والدها تشعر بغصة ومرارة داخل قلبها لم يستطيع أحد مواساتها ذلك الشعور المؤلم الذي لم يوصف
شعرت بالوحده وهي تودع جدها وتعمل كل شيء بنفسها من أجل استخراج جثمان جدها من المشفى تماسكت من أجل إتمام مراسم الډفن شعرت بالاحتياج لزوجها تريده جانبها الآن ليخفف عنها حزنها هي من جرحته بافعالها الحمقاء الآن تتمنى وجوده فلم يكن يتركها وحدها بذلك الموقف العصيب لا تلوم إلا نفسها ولكن عليها أن تسترده الآن من أجل تحقيق هدفها من الاڼتقام
في نيويورك
وعدته بأن تلتقي به بعد الجامعة وعندما أنهت محاضراتها وغادرت مبنى الجامعة وجدته ينتظرها أمام بوابة
الجامعة وهو مستند على السيارة أبتسم لها عندما رأته اقترب منها بخطوات واثقة وقال
قولت أجي اخدك بنفسي قبل ما حد يضايقك
لم تنكر سعادتها عندما رأته يقف أمامها بهيئتة الجذابة ثم هتفت قائلة بلكنتها التي بدء أسر يعشقها
عن چد كلك ذؤق ما في منك
لاحت ابتسامة جانبية أعلى ثغره ثم قال
لا ولسه عازمك على الغداء ومحتاج اتكلم معاكي في موضوع مهم
فتح لها باب السيارة لتستقل بالمقعد الامامي ثم دار هو الجهة الأخرى ليستقل مكانه خلف المقود
تسألت عن صديقه قائلة
وينه سراج
نظر لها خلسة ثم قال
سراج بيعمل شغل ثم أردف قائلا
خاېفة مني مش حابه نكون لوحدنا
هزت راسها نافية
لا سمح الله لية تقول هيك وليش راح أخاف منك
عاد يتطلع لها بحب وقال
يعني بتحسي بالأمان معايا
ابتسمت برقة وقالت
من يوم ما التقيت فيك وراح إحساس الغربة بقيت هلة أحس ماني وحيدة هون
صفا السيارة أمام مطعم خاص بالاكلات السورية
ترجل أولا من السيارة ثم فتح لها باب السيارة لكي تترجل هي الأخرىنظرت له بامتنان ثم رفعت انظارها لتجد المطعم الذي أمامها خاص بأشهر الاكلات السورية
مد كفه ليعانق كفها نظرت لي ده الممدودة برهة من الزمن وعندما تطلعيت لبركة العسل الخاصة بعينيه شعرت داخلهما بالأمان والاحتواء التي هي مفتقداه لم تتردد وهلة
سارت قشعريرة لذ يذة باوصالها وغمرتها السعادة بذلك
هتطلبينا على ذؤقك واعتقد مش محتاجين لمنيو
لمعة عيناها الرمادية بفرحة ثم قالت
فيك تأكل شاورما الدجاج ولا اللحم
ظل متسمرا وهو ينظر لها فقط شرد بملامحها الرقيقة
عادت تهتف على مسامعه
شو بتفضل الدجاج ولا اللحم ولا ما بتحب الشاورما
هز رأسه سريعا وقال بهيام
ده أنا بعشقها
ابتسمت بخجل وهمست قائلة
بفضل شاورما الدجاج
يبقى ناكل الدجاج في ايه تاني هنا
في إشيا كتير في فتوش تبوله مجدرة كبه
قاطعها بمرح
اوصفلي ايه هي المجدرة لأن الاسم غريب عليه
المجدرة أرز بسمتي عدس بني بصل محمص وممكن نضيف له برغل
قال بدهشة
تقريبا بيشبه الكشري عندنا بصي أنا هسبلك نفسي خالص انهاردة هتاكليني سوري على ذؤقك بكرة بقا هاكل أكل مصري ما حصلش
لمعت عيناها بحماس وقالت
أوكيه
ات النادل وأخبرته ميلانا بقائمة الأصناف التي تفضلها من الطعام السوري وأثناء
انتظارهم للطعام
هتفت ميلانا قائلة
شو الموضوع اللي بدك تحاكيني فيه
أية رأيك تنزلي مصر معانا
أختفت ابتسامتها وقالت
راح ترجع بلدك قبل ما تكمل علاجك
تنهد بضيق ثم قال بنبرة تمليها اليأس والحزن
مرضي مالوش علاج والعملية مخاطرة كبيرة أنا عشت 28سنه بالمړض بقا
خلاص جزء مني وهكمل الباقي من عمري بيه بق هو قدري وأنا قدره
شعرت بحزنه وإرادت أن تبدل الحديث
تعودت على وجودك راح أشتقلك ما تنساني
هتف أسر دون تردد
عمري ما أنساكي وعشان كده بقولك تيجي مصر معانا
كيف وانا حياتي هون ودراستي
أنا بجد عاوزاك معايا في مصر أنتي هنا غريبة لكن في مصر هتحسي انك في بلدتك صدقيني
ثم استرسل حديثه قائلا
الدراسة ممكن تحولي لجامعة الأمريكية في القاهرة والشغل
موجود هتكوني معايا في الشركة أنا حاسس أن أعرفك من زمان وكمان حاسس بمسؤولية نحيتك فكري يا ميلو كويس قبل ما ترفضي
هزت رأسها بالايجاب فهي أيضا تشعر بالاحتياج له بعدما تعودت على وجوده بحياتها تلتقي به يوميا يحاول أسعدها والقرب منها تشعر بمشاعر
ولدت بينهم من رحم الصدفة التي جمعتهما
بعد قضاء وقتا ممتعا برفقة
ميلانا عاد إلى الفندق والسعادة تغمره بسبب كثرة الحديث بينهما كما أخبرته عن كل شيء خاص بحياتها أفصح لها أيضا عن حياته الزوجية ورغبة زو جته في الانفصال عنه كما أنها رفضت الانجاب منه بسبب مرضه وهي تخشى على أطفالها بأن يحملان مرضه
شعر حينها بأنها تحاول دعمه ومواساته رغم حياتها البائسة منذ ما يقارب العامين بعدما ټوفيت عائلتها بحاډث سير مروع داخل العاصمة وظلت هي وحدها بهذا البلد الغريب عليها أن تكمل دراستها والانفاق على نفسها وعلى كل ما يخص دراستها وأجر السكن حتى أنها لم تأخذ حقها في الحزن على والديها وشقيقها الأصغر كان عليها تحمل المسؤولية والبحث عن عمل وظلت تتنقل من عمل لآخر إلى أن أستقر بها الحال لتكون نادل بمطعم
انتشله من شروده صوت سراج القوي وهو يهتف مناديا إياه
أسر
تقدم أسر منه ليتفاجئ بحديث الأخير
سليم لسه قافل معايا وبلغته برفضك العملية لكن هو بلغني بخبر محزن
هتف بقلق
خبر أية اتكلم يا سراج
أردف سراج قائلا
ناوي على ايه هننزل ولا هنعمل ايه
هتف بجمود
وننزل ليه
قال سراج پصدمة
مش هتكون جنب مراتك في اللي هي فيه معقول هتسيبها في موقف زي ده أسر مهما كان اللي بينكم بس نور دلوقتي ملهاش حد غيرك ولازم تلاقاك جنبها وتنسي خالص موضوع الطلاق دلوقتي مراتك مالهاش غيرك ودورك كزوج تقف جنب مراتك في الحزن قبل الفرح وجى دورك
قال ساخرا
أنت بتتكلم على أساس أن عاوز أطلقها واتخلى عنها في ظروفها دي لا يا سراج ده قرار نور وهي وخداه من زمان هي رافضة تكمل حياتها معايا وأنا استحالة كنت اجربها تكمل ڠصب عنها يعني وجودي جنبها دلوقتي مش هيفرق معاها
بس ده واجبك اتجاه زوجتك حقها عليك تقف جنبها وتدعمها في حزنها
ثم استرسل حديثه قائلا بضيق
فوق لنفسك يا أسر احنا خلاص ملناش قعاد هنا مدام مش هتعمل العملية يبقى نرجع مصر ونشوف ورانا ايه مراتك مستنياك وانا شغلي مستنيني ماتفكرش أن مش واخد بالي باهتمامك بميلانا ده مجرد وقت بتحاول تطيب بيها جروحك مش اكتر ومش معنى أن نور جرحتك هتداوي الچرح ده بچرح اكبر لم تعلق ميلانا بيك وانت هترجع بلدك وتسبها هي لحياتها هنا فوق يا أسر فكر بعمق بلاش تفكر بسطحية مهما كان چرح نور بلاش تقابلة أنت كمان بقسۏة اعملي اللي عليك كراجل واقف جنب مراته ولم تعدي اذمة ۏفاة جدها وقتها بس هتاخد القرار اللي في مصلحتكم يا عالم يمكن دي إشارة من ربنا يغير بها الأوضاع ويصلح حالكم
ثم تركه سراج يتخبط بالافكار ولا يعلم ماذا عليه فعله الآن هل حقا لم تعد زو جته تهمه لم يكترث لحزنها الآن ام چرح قلبه مازال يقطر دما منها
ما أصعبها من لحظات عليه أتخاذ القرار الصائب وهو مذبذ المشاعر فهو بحيرة