الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

روايه ياقوت لكاتبتها فاطمه علي

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

الساعة دقت 12 بليل رميت شنطتي اللي لمېت فيها أهم حاجات بستخدمها ولبسي وكل أوراقي من شباك أوضتي. نزلت في هدوء لتحت وخرجت من باب المطبخ أخدت الشنطة اللي رميتها ومشيت بشويش لحد ما وصلت لبوابة الفيلا الخلفية. ولأني مش أول مرة أهرب كنت عارفة أن في الوقت دا كل يوم البواب بيكون بيقفل البوابة الرئيسية للفيلا قلبي كان هيقف وأنا شيفاه جاي ناحيتي بس أخد حاجة ومشي تاني. خرجت بسرعة قبل ما يرجع تاني وجريت.

جريت كأني كنت في سجن وبواباته افتحت فجأة!
كنت بجري وأنا جسمي بيرتعش لحد ما اتأكدت إني بعدت تماما ف وقفت وجسمي بدأ يهدأ واحدة واحدة واڼهارت من العياط.
محطة القاهرة صباح اليوم الأول
_ لو سمحت قطر سوهاج هيطلع امتى
_ قدامه ربع ساعة وطالع.
_ شكرا.
مستنتش حتى يرد وجريت على شباك التذاكر وأنا بقطع تذكرة بسرعة طلعت أدور على الرصيف وأنا جسمي كله بيرتعش. حاسة أن بتحرر من السچن اللي كنت عايشة فيه وأخيرا دخلت القطر!
قعدت مكاني وأنا بأخد نفسي بسرعة. من امبارح بليل وأنا بحاول أبعد تماما عن بيتي وبلدي وأي مكان ممكن حد يعرفني فيه.
لحد ما قررت أني أروح بلد بعيدة. أيديهم مطولنيش فيها ولا يعرفوا مكاني بعد كام يوم من هروبي.
كنت اتعرفت على واحدة عن طريق الفيس بوك من سوهاج وهي اللي شجعتني أروحلها على الأقل لما أبعد عن القاهرة وكل معارفي فيها مش هيعرفوا مكاني!
كنت قاعدة بفرك في أيدي ومتوترة لحد ما القطر بدأ يطلع وبدأت أهدأ وفجأة اتفاجأت بالشخص اللي قعد جنبي!
_ هو حضرتك مكانك هنا
_أيوة في حاجة
_ لا لأ
كنت بدعي ربنا ميقعدش جنبي راجل لأني هتوتر أكتر وهكون خاېفة طول الطريق. وأنا منمتش من إمبارح ومحتاجة أنام! لكن الحظ محالفنيش لما الشخص دا قعد جنبي.
عملت نظرة سريعة على القطر لقيته كله مليان بصيت على الشخص اللي قاعد جنبي تاني. كان باين عليه هادي وشخص محترم فطمنت نفسي شوية.
_ أول مرة تروحي سوهاج
بصيتله ومردتش كنت عارفة أنه أخد باله إني ببص عليه كتير فبصيت قدامي بسرعة من غير ما أدي أي رد فعل.
كمل كلامه
_ أنا آسف لو بتطفل بس أنتي باين عليكي متوترة!
بصيتله تاني من غير ما أتكلم وبعد كدا بصيت للشباك من جوايا عايزة أرد يمكن التوتر يقل لما أتكلم مع حد لكن مكنتش عايزة أفتح حوار مع حد نهائي لحد ما أوصل. وكدا أفضل
الموبايل فجأة اتهز جوا الشنطة. جسمي ارتعش واټخضيت وأنا بطلعه بسرعة والتوتر بان عليا أكتر. أنا فاكرة إني عملاه airplane mode لحد ما أشتري خط جديد بدل اللي فيه فمن التوتر طلعت الشريحة بسرعة ورميتها من الشباك.
سمعت صوت ضحكته من جنبي _ أنتي هربانة من حكم عليكي ولا إيه
بصيتله بعصبية نسبية وبصيت قدامي.
_ طب خلاص خلاص متعصبيش نفسك. بس على فكرة أي حد يقدر يعرف مكانك عن طريق الموبايل نفسه عادي جدا.
سكت شوية وأنا بفتكر هما إزاي بيقدروا يعرفوا مكاني بعد كل مرة بهرب فيها واكتشفت أن دا ممكن يكون السبب ف غمضت عيني وأنا برمي الموبايل من الشباك.
_يانهارك أبيض دا أنتي كمان مچنونة!
واضح أنها بداية مبشرة. ألف في الشوارع طول الليل يقعد جنبي راجل مش عارفة بسببه أنام وقاعدة مش على بعضي. فوق كدا يطلع شخصية متطفلة مستفزة. وفي الآخر أرمي التليفون.
الله يستر في اللي جاي.
عدا شوية وقت وأنا بفرك في أيدي ومتوترة. يمكن قلقانة من الجاي لكني حاسة بفخر اني أخيرا. أخيرا قدرت أهرب من استبداد عمي ومراته.
بصلي تاني واتكلم بهدوء _ طب هو أنتي مبتتكلميش! خارسة يعني
_ نعم!
_ يا شيخة. ايه دا أخيرا رديتي
_ في إيه
بصلي بإستعطاف _ اتكلمي معايا. الطريق طويل وأنا أول أسافر وأنا لوحدي وأنتي شكلك متوتر أو خاېفة من حاجة.
ابتسمت لطريقته _ وملقتش غيري تتكلم معاه
_ أنتي اللي قاعدة جمبي أنتي رميتي التليفون ليه مش عايزة مين يعرف مكانك!
بصيت قدامي وأنا مترددة أحكي ولا أسكت! أنا طول حياتي ملقتش حد أحكيله ولا عرفت أشيل شوية من اللي علي قلبي! لكن دا بردو شخص. شخص معرفوش!
شاف الحيرة في عيني فاتكلم _ اطمني.
 

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات