روايه مشوقه لكاتبتها مني ابو اليزيد
بنبرة رسمية
أدخل
دخل سنان الحجرة بخطوات ثابتة قرأ كشف حالته اليوم من مستوي الحرارة والضغط المعلق في أخر الفراش قال بنبرة عادية
كل حاجة مظبوطة إن شاء الله هنعمل العملية كمان ساعتين
ألقت عليه سؤالا لتفهم أكثر
ليه جينا بدري
أجاب عليه بابتسامة تعتلي شفتيه
عشان في إجراءات طبية لازم تتعمل قبل دخول العمليات بس الحمد لله هو كويس
مش عارفة أشكرك أزاي يا دكتور ربنا يجزيك على قد أعمالك
عاد الكشف في موضعه مرة أخرى قال باعتراض
من فضلك بلاش تقولي كده
سؤال سيطر على عقلها تريد إجابته ألقته عليه بسرعة ليهدأ قلبها من روعتها
هي العملية خطېرة
رد عليها بتهكم ليبث الأمان نحوها اتجاهه
أحمر وجهها من الخجل أرادت أن تختفي قبل أن تبوح بتلك الكلمات السيئة حاولت تحسين صورتها أمامه قائلة
مش قصدي يا دكتور ده أنا عشمي فيك بعد ربنا سبحانه وتعالى
بلحظة ارتخت ملامحه لترسلها نظرة رضا ويبعد عنها أي شكوك من خطړ العملية ردد في ثقة
ونعمة بالله العملية مش خطېرة متقليش عن أذنك أشوف اللي ورايا
سمعت يا بابا بنفسك كلام الدكتور أطمن
ابتسم قائلا
حاضر
.....
بدأت الدموع تقفز من مقلتيها واحدة تلو الأخرى بغزارة دون توقف ترسم طريقا على وجنتيها سرعان ما تغير طريقها إلي الوسادة التي شاركتها في الحزن في الأيام الأخيرة ألقت نفسها عليها تعانقها لتستمد منها الحنان مر عليها بضع دقائق وهي في نفس الحالة
ركضت خلف العامل لكي يبلغه عن وجود فتاة تريده بالخارج انتظرت حتى ظهر أمامه وأول كلمة سمعته منه هي
حملقت به عين غاضبه من أهانتها بتلك الطريقة صاحت فيه عاليا
بتقول إيه احترم نفسك لأحسن عفاريت الدنيا بتتنطط في وشي
حملق بها بنظرات تحدي قائلا
على فكرة أنت اللي جيالي
تذكرت سبب مجيئها إلي هنا اضطرت أن تلين نبرتها لتحصل على ما تريد فقالت بحيرة
اها صحيح طيب في واحد شغال معاك تاني شريكك يعني هو فين
أصدر ضحكات عالية قال بتهكم
نفضت كلماته من أذنها كأنها لم تسمع شيء هتفت برجاء
من فضلك مفيش وقت عايزة شريكك لو أعرف اسمه مكنتش سألتك من الأول ولا عبرتك
رد عليها بفراسة ليغيظها
أنا قولت كده أزاي تقولي من فضلك أنا متعود على الشراسة منك
وضعت يدها على خصرها تظهر عدم محبتها لحديثه رفعت أصبع سبابتها لأعلى لتهدده بشكل واضح وصريح
أنت عارف لو مشفتوش دلوقتي هوريك الشراسة حالا
حرك يده بحركة الهدوء حرب مع ضحكته التي رسمت على شفتيه رغما عنه و قال بضحك
خلاص خلاص تعالي ورايا
سارت خلفه بالضبط أول ما وقعت عينيها على حمزة شعرت راحة تامة جلست في المقابل له فركت يدها بتوتر قبل أن تقول
أنا جارة حنان
انتبهت حواسه بالكامل بعد ذكر اسم حنان على الرغم أنه فضل عدم الاقتراب إلا أن فضوله لمعرفة أخبارها كان أكبر من قراره فقال باللهفة
تحت أمرك
عجز لسانها عن النطق فرشت ملامح وجهها بالخجل من أفعالها فركت أناملها من التوتر وهي تتنازع مع لسانها لتسرد له ما حدث مع سنان وتهديه لها لكي يأخذ أبنه ثم إلقاءه على حنان أبشع التهم في المنطقة وبالفعل إخفاءها طوال الفترة الماضية ساعدت على تصديق الإشاعات
شعر حمزة أنه في دنيا أخرى عقله لم يتصور شخص يفعل التصرفات بكل جراءة دون خجل قال پصدمة
أنت متأكدة أزاي حنان عملت حاډثة وفي المستشفي
أومأت رأسها بالموافقة حاولت تبرر فعلتها بقولها
أيوة مكنتش هقدر أقف لوحدي قصاده خفت أنت مشفتش شكله
كان حمزة يتابع الحوار في صمت يسمع بكل أذن صاغية ليرتب أفكاره قال پخوف
كده حنان في خطړ حنان عنده في المستشفي أنت ناسي لازم نتصرف
لطمت على صدها قائلة
يا مصېبتي
......
وقفت جوهرة أمام حجرة العمليات تدعو الله ليخرج والدها بسلامة ساعة مرت والقلق شريكها لا يتركها فضلت أن تصلي وتدعو الله وبالفعل فعلت ذلك عادت تقف أمام باب غرفة العمليات مرة أخرى
فتحت الغرفة وقفت تنتظر الطبيب خرج سنان وجهه مخطۏف بالفعل لا يعرف أي كلمات يبوح به كل التحليلات الطبية نتيجتها تقول إن حالته الصحية تقاوم خطړ العملية لكن إرادة الله عز وجل كانت أكبر نظر للأسفل وهو يقول
البقاء لله
وقفت كالتمثال لا تري لا تسمع ولا تشم ثوان مرت عليها والصدمة تعتلي تعبيرات وجهها جسدها متجمد يليه سقوطها فاقدة الوعي على الأرض
......
الحياة دون سند كالطعام دون قشرة